تزاحم رائحة البارود ومشاهد الموت خيام النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي محاولة للبحث عن متنفس يقضي عشرات الفلسطينيين أوقاتاً طويلة على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، هربا من التداعيات السلبية للحرب الإسرائيلية المدمرة.
ومع استمرار الحرب للشهر السادس على التوالي، واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة واقعًا صعبًا ومريرًا
غزة.. رائحة البحر تداوي بارود المخيم
يجلس الشاب براء سهمود على شاطئ بحر دير البلح برفقة صديقه، يتسامران ويستذكران الأيام الجميلة قبل بدء شرارة الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويقول سهمود النازح من شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة: "شاطئ البحر هو المتنفس الوحيد لنا، في ظل حالة النزوح والمكوث في خيمة صغيرة"، مضيفا: "في كل الظروف والأحوال سيبقى البحر دائمًا المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، ولا خيار أمامنا غيره".
ويستكمل حديثه: "القعدة في الخيمة تسبب لنا حالة من الاكتئاب والاختناق ولذلك نحاول الهرب بالجلوس على شاطئ البحر لنحظى ببعض الوقت الجميل".
وتنقل سهمود خلال رحلة نزوحه منذ سابع أيام الحرب على مدرسة في خانيونس ومن ثم إلى جامعة الأقصى في المواصي غربي المدينة قبل النزوح إلى مدينة دير البلح.
وعلى مقربة من سهمود، كان الفلسطيني مصطفى أبو منسي يتجول على شاطئ البحر برفقة أطفاله الصغار الذين كانوا يلهون بالرمال ويجمعون الأصداف، قائلا: "نهرب من ضغوط الحياة، فالبيت دمر بصواريخ الاحتلال وكل المؤسسات دمرت ولم يعد هناك مجال للعيش في الأوضاع صعبة للغاية والدمار في كل مكان".
ويضيف أبو منسي النازح من خانيونس: "طوال الوقت نجلس في الخيمة والأمور صعبة ومعقدة، الدمار شامل والمصاريف كثيرة والدخل معدوم والشغل واقف والحمد لله"، متمنيا أن تنتهي الحرب المدمرة على قطاع غزة وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن تبدأ مرحلة الإعمار بدلاً من الخراب.
ويتفق الشاب سعيد الكيلاني مع سابقيه على أن شاطئ البحر يعد المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، لا سيما في وقت الحرب، قائلا: "نحن نجلس في الخيام طوال الوقت في ظل ظروف صعبة، نحن جيل لم نعرف طعما للحياة لذلك نجلس على شاطئ البحر حتى نفرغ عن أنفسنا قليلا".
ويضيف أن "الكثيرين ممن أرهقتهم هموم الحياة والحرب يلجأون للبحر"، مناشدًا الأمة بالوقف مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
(الأناضول، العربي الجديد)