حظر تجول في ذي قار العراقية بعد مقتل ضابط كبير خلال اشتباكات عشائرية

20 ابريل 2022
تمتلك العشائر العراقية أسلحة متنوعة (محمد سواف/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت سلطات محافظة ذي قار جنوبي العراق، الأربعاء، فرض حظر تجول في بلدة الشطرة، والتي قتل فيها ضابط كبير في الجيش خلال اشتباكات عشائرية، وتنفيذ عملية أمنية للسيطرة على الأوضاع، كما وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالإسراع باعتقال القتلة.

وقتل العميد علي جميل، مدير وحدة الاستخبارات العسكرية في قيادة عمليات سومر التابعة للجيش العراقي، الأربعاء، خلال محاولة فضّ اشتباكات اندلعت بين عشيرتين في ضواحي المحافظة، ورافقها إغلاق عدد من الطرق والأحياء القريبة من مواقع المواجهات التي أوقعت إصابات من الطرفين.

وقالت وزارة الداخلية العراقية، في بيان، إنه "بالتزامن مع مقتل العميد على جميل، وحادث قتل مواطن تم إطلاق سراحه من قبل القضاء في ذي قار، فإنه تم التوجيه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق القوة الأمنية التي كانت ترافق الضحية المطلق سراحه، لعدم تنفيذ واجباتهم، وتقاعسهم عن أداء مهام عملهم، تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء، واتخاذ أقصى العقوبات بحقهم".

في الأثناء، وجهت الحكومة المحلية في ذي قار بفرض حظر شامل على التجول في بلدة الشطرة، وحتى إشعار آخر، مؤكدة في بيان أن القرار "جاء في إطار إجراءات استعادة الأمن، وفرض القانون".

وأمر المحافظ محمد هادي الغزي بـ"إطلاق عملية أمنية لملاحقة العابثين بالأمن بدعم من فوج مكافحة الإرهاب، وفوجين من القوات الخاصة"، وطالب الأجهزة الأمنية وقيادة عمليات سومر بالقيام بدورها في اعتقال الجناة، وفرض الأمن في الشطرة، و"هو ما لن يتحقق من دون فرض هيبة الدولة، وإعادة ثقة المواطن برجل الأمن".

كما حث المحافظ العشائر على "نبذ كل من تسول له نفسه المساس بالأمن، وتشويه القيم والأعراف الأصيلة، إضافة إلى ضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية في ملاحقة المتورطين بتلك الجرائم".

بدوره، أكد قائد عمليات سومر، الفريق الركن سعد حربية، أن "الوضع في البلدة بات تحت السيطرة، وكذا الوضع الأمني في المحافظة"، مشيراً في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلى أن "القيادة المركزية في بغداد أوعزت بتعزيز قاطعي الشطرة والناصرية بالقوات الأمنية".

من جهتهم، دعا نواب محافظة ذي قار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفرض الأمن، مؤكدين أن بعض عشائر المحافظة تمتلك سلاحاً ثقيلاً.

وقال النائب عادل الركابي، خلال مؤتمر صحافي بمشاركة نواب آخرين، إن "ذي قار تعيش وضعاً أمنيا مزريا لا يمكن قبوله، لأن هناك إزهاقاً لأرواح المواطنين، آخرها مقتل مسؤول استخبارات عمليات سومر، والمدن كافة تستغيث"، مشدداً على ضرورة "اتخاذ إجراءات استثنائية لمعالجة الوضع الاستثنائي، واتخاذ إجراءات عاجلة لفرض الأمن والنظام".

ميدانياً، أكّد ضابط في شرطة المحافظة أن الوضع غير مستقر في البلدة، وأن هناك مخاوف من ارتدادات عشائرية جديدة.

وأضاف الضابط الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات وصلت من بغداد إلى الشطرة، وانتشرت في تقاطعات وشوارع البلدة خشية عودة التوتر. الانتشار العسكري مكثف، وهناك مساعٍ من قبل مسؤولين محليين وشيوخ عشائر لنزع فتيل النزاع، والانتشار العسكري سيستمر حتى استقرار الوضع".

وتعتبر النزاعات العشائرية أزمة متكررة في مناطق جنوب ووسط العراق، إذ تقع مواجهات مسلحة بين عشائر مختلفة لأسباب يتعلّق أغلبها بالأراضي الزراعية والحصص المائية، ويعد انتشار السلاح سبباً رئيسياً في تطوّر تلك المشكلات التي باتت تُستخدم فيها قذائف صاروخية.

المساهمون