استمع إلى الملخص
- تعرضت السلطات لانتقادات بسبب بطء الاستجابة، وأكد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز على تحسين الأداء بإرسال خمسة آلاف جندي وشرطة إضافيين لدعم جهود الإغاثة.
- تسببت العاصفة في ظاهرة "غوتا فريا"، وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أهمية أنظمة التحذير الفعالة لتجنب الكوارث.
ارتفعت حصيلة القتلى بسبب فيضانات إسبانيا العارمة التي شهدتها المناطق الجنوبية والشرقية لتصل إلى 211 شخصاً. وفقاً لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز السبت الذي أكد نشر عشرة آلاف جندي وشرطي إضافي في منطقة فالنسيا.
وكانت حصيلة القتلى السابقة قد بلغت 207 أشخاص، وفق تحديثات وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو جراند-مارلاسكا، اليوم، الذي توقع أن يرتفع العدد في الساعات المقبلة، مع استمرار عمليات البحث في المناطق الأكثر تضرراً في أسوأ فيضانات شهدتها إسبانيا، منذ عقود، وذلك في تصريحات أدلى بها إلى قناة "كادينا سير" الإسبانية.
فيضانات إسبانيا: فالنسيا الأكثر تضرراً
وسُجّل كل القتلى تقريباً في منطقة فالنسيا الشرقية حيث عمل آلاف الجنود وعناصر الشرطة وقوات الحرس المدني على إزالة الركام والوحول بحثاً عن جثث. وأفاد سانشيز في خطاب متلفز بأن الكارثة هي الفيضان الثاني الأكثر فتكاً في أوروبا هذا القرن وأعلن عن زيادة هائلة في عدد عناصر الأمن المكرّسين لأنشطة الإغاثة.
وقال إن الحكومة وافقت على طلب رئيس إقليم فالنسيا إرسال خمسة آلاف جندي إضافي وأبلغه بنشر خمسة آلاف عنصر من الشرطة وقوات الحرس المدني. ولفت إلى أن إسبانيا تنفّذ أكبر عملية انتشار لعناصر الجيش والأمن في أوقات السلام.
توقع مزيد من القتلى
وأعطيت الأولوية لإعادة فرض النظام وتوزيع المساعدات في البلدات والقرى المدمّرة والتي قطعت عنها إمدادات الغذاء والمياه والطاقة لأيام. وتعرّضت السلطات لانتقادات واسعة بشأن مدى كفاية أنظمة التحذير قبل الفيضانات، واشتكى بعض السكان من أن الاستجابة للكارثة كانت بطيئة للغاية. وقال سانشيز "أدرك أن الاستجابة ليست كافية، هناك مشاكل ونقص شديد... بلدات دفنتها الوحول وأشخاص يائسون يبحثون عن أقاربهم... علينا أن نحسّن أداءنا".
وفي بلدتي الفافار وسيذافي، لم ير مراسلو "فرانس برس" أي جنود بينما أزال السكان الوحول من منازلهم فيما ضخ عناصر الإطفاء المياه من المرائب والأنفاق. وقال ماريو سيلفستر (86 عاماً)، وهو أحد سكان شيفا حيث أثارت الحفر الضخمة التي خلفتها الفيضانات مخاوف من إمكان انهيار المباني، إن "السياسيين يقدمون وعوداً كثيرة. ستأتي المساعدة عندما تأتي".
وقيّدت السلطات في فالنسيا إمكان الوصول إلى الطرق ليومين للسماح لفرق الطوارئ بتنفيذ عمليات لوجستية وللبحث والإنقاذ بشكل أكثر فعالية. وأفاد مسؤولون بأن عشرات الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال وزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا الجمعة لإذاعة "كادينا سير" إنه "من المنطقي" توقع ارتفاع عدد القتلى. لكن ما زال من الصعب تحديد العدد الفعلي نظراً إلى الأضرار البالغة التي لحقت بشبكات الاتصال والنقل. وأكد سانشيز أن الكهرباء عادت إلى 94% من المنازل التي عانت انقطاعات، وأنه تم إصلاح نحو نصف خطوط الهواتف المقطوعة.
وأعيد فتح بعض الطرق السريعة، لكن سيكون من الصعب الوصول إلى مناطق معيّنة براً قبل أسابيع، بحسب ما أفاد به وزير النقل أوسكار بوينتي صحيفة "إل بايس".
تضامن
وخرج آلاف المواطنين الذين جروا عربات تسوّق وحملوا معدات تنظيف إلى الشوارع الجمعة للمساعدة في جهود التعافي. وذكرت نائبة المسؤول عن منطقة فالنسيا سوزانا كاماريرو أن بعض البلديات حصلت على كم هائل من "المواد الغذائية".
وتواصل التحرك، السبت، إذ خرج قرابة ألف شخص من مدينة فالنسيا الساحلية باتّجاه بلدات قريبة دمّرتها الفيضانات، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس. وحضّت السلطات السكان على ملازمة منازلهم لتجنّب الازدحام المروري الذي من شأنه أن يعرقل عمل أجهزة الطوارئ.
وتشكّلت العاصفة التي تسببت بالفيضانات، الثلاثاء، مع تحرّك الهواء البارد فوق المياه الدافئة في المتوسط، وهو أمر معتاد في هذا الوقت من العام.
ويساعد أكثر من 1700 جندي بجهود الإنقاذ في منطقة فالنسيا وتقدم آلاف المتطوعين أيضاً لمساعدة أطقم الطوارئ المحلية. وقام رجال الإنقاذ المزودون بطائرات مسيّرة وكلاب بوليسية بالسير في المياه وفتّشوا بين الأنقاض بحثاً عن عشرات الأشخاص الذين تعتقد السلطات أنهم ما زالوا في عداد المفقودين.
وتشهد منطقة فالنسيا وساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني عامة في فصل الخريف ظاهرة جوية تسمى "غوتا فريا" (النقطة الباردة) وهي منخفض جوي منعزل على ارتفاعات عالية يسبّب هطول أمطار مباغتة وعنيفة جداً تستمر أحياناً لأيام. ويحذر العلماء من أن الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر والعواصف صارت أكثر تواتراً وأطول أمداً وأكثر شدة بسبب التغير المناخي.
من جهتها، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أمس الجمعة، إن أنظمة التحذير الفعالة من الفيضانات قد تساعد في تجنب مستوى الدمار الذي لحق بمنطقة فالنسيا في إسبانيا هذا الأسبوع. وقالت كلير نوليس من المنظمة التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحافية دورية "يتعين علينا ضمان وصول التحذيرات المبكرة لمن يحتاجون إليها... ويتعين علينا ضمان أن تؤدي التحذيرات المبكرة إلى اتخاذ إجراءات مبكرة قائمة على أساس المعلومات". وأحجمت نوليس عن التعليق عما إذا كانت مدريد تعاملت بوتيرة بطيئة للغاية من أجل تحذير السكان من الفيضانات واكتفت بقول إن هذا أمر "يتعين على السلطات الإسبانية فحصه".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)