"حرّاس الجنّة".. أطفال فلسطينيون يتعرّفون إلى الطبيعة على يد خبيرة بيئة

13 مارس 2023
منى شاهين تحثّ أطفالاً فلسطينيين على التواصل مع الطبيعة (رويترز)
+ الخط -

من خلال تلطيخ أيديهم بالتربة، يبدأ أطفال فلسطينيون في فهم الطبيعة ويتعلّمون كيفية المحافظة عليها من خلال ورش عمل خاصة تنظمها لهم خبيرة البيئة منى شاهين. وتقيم الطبيبة البيطرية الفلسطينية البالغة من العمر 46 عاماً ورش عمل أسبوعية لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين ستّة و10 أعوام في غابات قريبة من أماكن سكنهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ويتعرّف الأطفال في الورش إلى أهمية النباتات، تلك التي نجدها في الغابات وتلك الصالحة للأكل والتي يتناولونها في بيوتهم. كذلك ينظف الأطفال الحدائق ويجمعون أغصان الأشجار اليابسة في أثناء خوضهم تجربة الاحتكاك بالحياة البرية ولمس أهميتها.

وبإعداد فريد من نوعه، تزوّد ورشة العمل الأطفال بالمعرفة الأساسية بخصوص كيفية الحفاظ على نظافة الطبيعة والمساعدة في تطوير إحساسهم بالمسؤولية تجاه البيئة.

وقالت شاهين لتلفزيون وكالة رويترز: "يهمني كثيراً توفّر وعي بالبيئة والطبيعة في الوسط الفلسطيني"، مشيرة إلى أنّ "اسم هذه الدورة حرّاس الجنة، وفي خلالها أصطحب أطفالاً إلى الطبيعة؛ إلى الحرش هنا وأعلّمهم كيفية التواصل مع الطبيعة". وأوضحت شاهين أنّه في اللحظة التي يبدأ فيها الطفل تواصله مع الحياة بالوعر، مع الشجرة والوردة والعنكبوت، لأيّ كائن حيّ يعيش هنا، يصير رافضاً لإلحاق الأذى بها.

وعن الورش، قال مدير مدرسة "فالدورف" في مدينة شفاعمرو بالأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948 ذياب عكاري إنّها "غذاء للنفس أوّلاً، وثانياً مساهمة لبناء عالم نظيف" من قبل الأطفال. وشرح لوكالة رويترز أنّ "أولادنا (تلاميذ المدرسة) لا يستخدمون اليوم البلاستيك، ومن الممكن أن يقول طفل في مدرستنا: أنا لا أشرب من زجاجات بلاستيكية فلا تحضرها. كلّ ما نستخدمه هو أدوات متعددة الاستخدامات".

في الإطار نفسه، قالت هديل يونس، وهي أمّ لطفلَين يشاركان في ورشة لمنى شاهين، إنّ الورشة "مهمّة جداً، خصوصاً في هذا العصر الحديث، عصر التكنولوجيا والشاشات التي تجعل الأطفال بعيدين كلّ البعد عن الطبيعة، لا سيّما بما أنّنا نعيش في مدينة مثل حيفا".

من جهتها، رأت الطفلة سناء ارشيد المشاركة في ورشة أنّ "فيها نتعلّم كيفيّة التأقلم مع الطبيعة من دون استخدام الأدوات التي صنعها الإنسان مثل البلاستيك وغيره".

وأوضحت شاهين: "أجد أنّ جزءاً كبيراً من اهتمامنا بالبيئة هو أعمق بكثير من مجرّد تنظيف الطبيعة. بالنسبة إليّ فإنّ الفعالية البيئية الحقيقية هي تواصل عميق وحقيقي مع الطبيعة".

وقد خُصّص يوم واحد من ورشة العمل في الغابة لصنع مرطّب من الزهور المتوفّرة هناك. وقالت شاهين، وهي أمّ تعيل أطفالاً بمفردها، إنّ "قضاء الوقت في التواصل مع الطبيعة، بحسب دراسات حديثة، يحسّن الحالة المزاجية للأطفال وصحتهم"، مضيفة أنّ "ورشة العمل هذه لها دور مهمّ في توجيه الأطفال ليكونوا أكثر مراعاة لاحتياجات موائل الحياة البرية والمساعدة في الحفاظ عليها".

(رويترز)

المساهمون