استمع إلى الملخص
- انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة إلى 35 درجة مئوية يزيدان من خطورة الحرائق، مع تأثيرات سلبية على الصحة والبيئة.
- البرازيل شهدت أكثر من ألف كارثة طبيعية في 2023، مما يعكس تأثير تغير المناخ على زيادة وتيرة وشدة الكوارث.
امتدت حرائق الغابات في أنحاء ولاية ساو باولو، أكثر ولايات البرازيل اكتظاظاً بالسكان، ما استدعى إصدار أعلى درجات التحذير في 30 مدينة، فيما غطى الدخان سماء عاصمة الولاية. ويفاقم انخفاض نسبة الرطوبة وارتفاع الحرارة متخطية 35 درجة مئوية الظروف المؤاتية للحرائق في المنطقة الجنوبية الشرقية التي تعاني من الجفاف. وأنشأت حكومة ولاية ساو باولو، مساء أمس الجمعة، خلية أزمة لتنسيق العمل في مكافحة الحرائق.
وقال حاكم الولاية تارسيسيو دي فريتاس، على منصة إكس: "لدينا حالياً 30 مدينة في حالة تأهب قصوى لحرائق كبيرة ونسعى للسيطرة على الوضع وضمان السلامة". وأكدت السلطات المحلية مقتل عاملين في مصنع في بلدية أوروبيس بشمال الولاية، في أثناء محاولتهما مكافحة حريق. وتسببت النيران في اضطرابات بوسائل النقل مع انخفاض الرؤية بسبب الدخان، ما أدى إلى توقف حركة المرور كلياً أو جزئياً على عشرات الطرقات السريعة. وفي الوقت نفسه، غطى ضباب رمادي كثيف مدينة ساو باولو عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه. وحذرت الحكومة، في بيان، من أن "الحرائق يمكن أن تنتشر بسرعة مع هبات الرياح". أضافت أن "الحرائق تنشر دخاناً كثيفاً وسامّاً يضر بالبيئة والصحة البشرية، ويسبب مشاكل في الجهاز التنفسي واضطرابات في القلب والأوعية الدموية".
وكان الوضع خطيراً في ساو جوزيه دو ريو بريتو، المدينة البالغ عدد سكانها 480 ألف نسمة، وسُجل أكثر من 335 حريقاً في الأيام الأخيرة، ما استدعى إغلاق المدارس. وشهدت البرازيل عدداً من الكوارث المرتبطة بالأحوال الجوية القاسية، كان أحدثها حريق غابات هائل في الأراضي الرطبة في بانتانال وفيضانات تحدث مرة كل قرن في ولاية ريو غراندي دو سول أوقعت أكثر من 170 قتيلاً.
يشار إلى أن عام 2023، سجّلت البرازيل أكثر من ألف كارثة طبيعية، أي أكثر من ثلاث كوارث يومياً في المتوسط، ما يعدّ رقماً قياسياً على صلة مباشرة بتغيّر المناخ، وفقاً لخبراء. وسجّل المركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية "سيمادن" ما مجموعه 1161 كارثة العام الماضي، بما في ذلك فيضانات وانهيارات أرضية، وهي المرة الأولى التي يُسجّل فيها هذا العدد من الكوارث منذ بدء التسجيل عام 2011. وأشار "سيمادن" إلى أنّ هذه الأحداث المرتبطة بهطول الأمطار الكثيفة، تسبّبت في مقتل ما لا يقل عن 132 شخصاً، وإصابة أكثر من 9 آلاف شخص، وخسارة أكثر من 74 ألف شخص منازلهم، وقُدّرت الأضرار المادية بأكثر من خمسة مليارات ريال برازيلي (نحو 925 مليون يورو). وقال عالم المناخ في جامعة ريو غراندي دو سول الفيدرالية، فرانسيسكو إليسيو أكينو، إنّ "تغيّر المناخ كان له تأثير مباشر بزيادة وتيرة وشدة الكوارث".
(فرانس برس)