حبس 3 شبان مصريين بتهمة "الإرهاب" بسبب غنائهم داخل مسجد

21 يونيو 2022
النيابة المصرية وجهت للشبان الثلاثة تهمة الانضمام لجماعة إرهابية (دافيد سيلفرمان/Getty)
+ الخط -

قررت نيابة أمن الدولة المصرية، الاثنين، حبس ثلاثة شبان لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في القضية رقم 440 لسنة 2022 (حصر أمن دولة)، على خلفية انتشار مقطع فيديو يظهر غناء ورقص واحد منهم، في مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدماً "ميكروفون" أحد المساجد في محافظة القليوبية شمالي العاصمة القاهرة.

وحسب المحامي المصري نبيه الجنادي، وجّهت النيابة للشبان الثلاثة تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية، وتعمّد نشر أخبار وبيانات كاذبة، واستخدام حساب خاص على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بهدف ارتكاب جريمة النشر"، علماً أن المتهمين أُلقي القبض عليهم في 15 يونيو/حزيران الجاري، وأخفوا قسرياً في مكان غير معلوم للأمن لمدة 5 أيام.

وتعليقاً على قرار نيابة أمن الدولة، قالت المحامية والناشطة ماهينور المصري، على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك "إنني في حاجة إلى معرفة ما هي الجماعة الإرهابية التي تضم متهمين مصريين من التكفيريين، والعلمانيين، والأولتراس، والنشطاء، والغلابة، والمحامين، والصحيين، والأطفال، والملحدين، والمسلمين، والمسيحيين؟!".

وقالت النيابة المصرية، في بيان سابق، إن "مكتب النائب العام رصد تداول مقطع لشاب يُغني ويستعرض بميكروفون داخل مسجد، وهو ما تزامن مع ورود محضر بوزارة الداخلية، رصدت فيه حساب المتهم على منصة تيك توك، وحددت بياناته، فباشرت النيابة تحقيقاتها، وأمرت بضبطه وإحضاره".

من جهتها، أكدت وزارة الأوقاف أن الفيديو تم تصويره منذ أكثر من عام، أثناء القيام بأعمال صيانة وترميم داخل المسجد، مشيرة إلى استغلال أحد الأشخاص وجوده في المسجد، خلال قيامه بأعمال النقاشة والدهانات فيه، وتسجيل الفيديو الذي انتشر في الآونة الأخيرة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

والقضية 440 لسنة 2022 محبوس على ذمتها المرشدة السياحية دنيا سمير فتحي الدسوقي (40 عاماً)، وهي مطلقة وأم لأربعة أطفال، عقاباً على نشرها فيديو على موقع فيسبوك تشكو فيه من تعرّضها للمضايقة من صهر الرئيس عبد الفتاح السيسي اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ومحاولته إقناعها بالدخول معه في علاقة شخصية (جنسية).

وعندما رفضت المرشدة السياحية هذه العلاقة، ألقي القبض عليها وعلى أطفالها، وبقيت محتجزة داخل قسم شرطة شرم الشيخ لمدة ستة أيام، حتى أطلق سراحها من دون عرضها على جهات التحقيق. لكن بمجرد نشرها فيديو تروي فيه ما حصل معها، اعتقلت مجددًا بتاريخ 28 مايو/أيار الماضي، واتهمتها نيابة أمن الدولة بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة".

كذلك تضم القضية الصحافية في قناة "الرافدين" الفضائية، شيرين شوقي محمد محمود (35 عاماً)، والتي تحدثت عن تعرّضها لمضايقات من قبل أحد ضباط وزارة الداخلية، الذي كان يرسل لها صوراً جنسية رغم علمه بأنها متزوجة، وفق ما سردته في مقطع فيديو عبر صفحتها على موقع فيسبوك.

وكشفت شيرين أن الضابط هددها وزوجها بالقتل، ما دفعها إلى مناشدة رئيس الجمهورية التدخل لوقف المضايقات التي تتعرض لها، لكن أجهزة الأمن ألقت القبض عليها وعلى زوجها، غداة نشر الفيديو (26 مايو الماضي)، ووجهت لها نيابة أمن الدولة نفس الاتهامات المعتادة مثل "الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة".

القضية 440 تضم أيضاً مهندس البترول محمود المخزنجي، الذي ألقي القبض عليه من مقر عمله مساء 17 إبريل/نيسان الماضي، بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، بعد نشره تدوينات حول مقتل الباحث الاقتصادي أيمن هدهود.

كما تضم المصور الصحافي محمد فوزي، الذي ظهر في نيابة أمن الدولة بعد 15 يوماً من إخفائه قسرياً بمعرفة الأمن، واتهامه من قبل نيابة أمن الدولة بـ"نشر أخبار كاذبة"، بسبب منشور كتبه عبر حسابه على "فيسبوك"، ينتقد فيه تجاهل العفو الرئاسي عن بقية المعتقلين في قضية الصحافي حسام مؤنس، رغم حصول الأخير على عفو من السيسي.

المساهمون