بعد أسبوع من تخفيف الصين لبعض إجراءات احتواء فيروس كوفيد-19 الأكثر صرامة في العالم، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن اتجاه الجائحة في أكبر دولة بالعالم من حيث عدد السكان.
رغم عدم وجود مؤشرات على الزيادة الهائلة في عدد الحالات التي كان يخشاها البعض، إلا أن الحكومة تقول إنّ من المستحيل الآن الحصول على صورة دقيقة للأرقام الفعلية على مستوى البلاد.
2000 إصابة جديدة
قالت لجنة الصحة الوطنية، اليوم الخميس، إن الصين سجلت ألفي إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 في 14 ديسمبر/ كانون الأول، مقارنةً بـ2291 إصابة في اليوم السابق.
وباستبعاد الإصابات الوافدة من الخارج، سجلت الصين 1944 إصابة محلية جديدة ظهرت عليها أعراض، انخفاضاً من 2249 في اليوم السابق.
وتوقفت الصين عن رصد الإصابات دون أعراض أمس الأربعاء، مشيرة إلى قلة الفحوصات بين الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض، ما يصعب رصد الحصيلة الكلية.
ولم تسجل الصين وفيات جديدة، لتظل الحصيلة عند 5235.
وحتى 14 ديسمبر/ كانون الأول سجل بر الصين الرئيسي 371918 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا ظهرت عليها أعراض.
نفاد الأدوية وأدوات الاختبار
في بكين وأماكن أخرى، تنفد الأدوية وأدوات الاختبار من الصيدليات، ويبقى العديد من موظفي المستشفيات في المنزل.
كان وسط بكين فارغاً إلى حد كبير الخميس، وشهدت الشركات والمطاعم، التي ظلت مفتوحة أو لم تقلص جذرياً ساعات العمل فيها، عدداً قليلاً من الزبائن.
اصطفت بعض الطوابير خارج الصيدليات وعيادات الحميات، ارتفع عددها إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في بكين، إلى أكثر من 300، رغم المناشدات الحكومية لمن يعانون من أعراض خفيفة بالتعافي في المنزل دون إرهاق الموارد الصحية.
أُلقي اللوم على سياسة "صفر كوفيد" للإغلاق والحجر الصحي والفحوصات الإلزامية التي تتبناها الصين في خنق الاقتصاد وخلق ضغوط مجتمعية هائلة، ولم يُركَّز بعد على تأثير تخفيف الإجراءات في 7 ديسمبر/ كانون الأول.
تعدد سلالات الفيروس
في حين أن مدناً مثل بكين وشنغهاي وشنتشن استثمرت بكثافة في الرعاية الصحية، فإن المدن والمجتمعات من الدرجة الثانية والثالثة في المناطق الريفية النائية الشاسعة لديها موارد أقل بكثير للتعامل مع تفشي كبير.
في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، قال أستاذ الصحة العامة في جامعة ييل، شي تشين، إن سلالات الفيروس تعددت جزئياً بسبب عدم وجود نظام طبيب الأسرة، ما يجعل الناس أكثر اعتماداً على المستشفيات.
وتابع تشين: "إذا لم يكن لدى الناس مثل هذه الثقافة للبقاء في المنزل، والاحتفاظ بهذه الموارد للأشخاص الأكثر مرضاً، فقد يؤدي ذلك بسهولة إلى تعطل النظام".
(أسوشييتد برس، رويترز)