عالم جيولوجي تركي: إسطنبول على موعد مع زلزال وهذا تقسيم الأحياء وفقاً لخطورتها

12 مارس 2023
تضم مدينة إسطنبول نهاراً ما يقارب 20 مليون نسمة (Getty)
+ الخط -

أعاد الجيولوجي التركي جلال شنغور المخاوف لسكان مدينة إسطنبول الذين يناهز عددهم نهاراً 20 مليوناً، بعد تقسيمه الأحياء إلى مناطق آمنة وأخرى خطرة، من دون أن يطلق كسواه من المتنبئين مواعيد لحدوث زلزال إسطنبول المدمر الذي تخشاه تركيا منذ عام 2019 عندما ضربت هزات عدة "خفيفة" المدينة الواقعة على فالق شمال الأناضول.

وحذّر شنغور من خطورة الأبنية في إسطنبول في حال ضربها الزلزال المتوقع والذي قد يستمر لدقيقتين على حد زعمه، كاشفاً خلال لقاء أجراه الصحافي كانداش تولغا وبثته قناة "KAFA  TV" أمس السبت، أن الزلزال إن حدث، ستزيد شدته عن 7 درجات على مقياس ريختر "صدع شمال الأناضول يمر جنوبي إسطنبول".

تحذر جميع المعطيات والدراسات الأكاديمية باستمرار، من زلزال مدمر سيضرب إسطنبول "لا محالة"

وقسّم شنغور مناطق إسطنبول إلى خطرة وخطرة نسبياً ومتينة وأخرى متينة بشكل نسبي، مع الأخذ بالاعتبار عوامل أخرى أهمها تاريخ إنشاء البناء ومتانته، وحذر من أن أشد المناطقة خطورة هي تلك القريبة من البحر وكذلك الموجودة في القسم الأوروبي.

وتحذر جميع المعطيات والدراسات الأكاديمية باستمرار، من زلزال مدمر سيضرب إسطنبول "لا محالة" وأن آثاره ستكون كارثية على اعتبار أن شدته ستتجاوز 7 درجات، ما يجعله شبيهاً بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 1999 وذهب ضحيته بين 17 إلى 45 ألف شخص.

مخاوف الأتراك تتزايد

وزادت مخاوف الأتراك، وقاطني إسطنبول خاصة، بعد الزلزال الذي ضرب عشر ولايات جنوبي البلاد في السادس من فبراير /شباط الماضي، وبلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، وتبعته آلاف الهزات ما أودى بحياة أكثر من 50 ألفاً، وخلّف مئات الآلاف من الجرحى حسب إحصائيات رسمية في كل من تركيا وسورية.

وتستمر حالات خروج سكان من إسطنبول، بحسب مشاهدات "العربي الجديد" إلى ولايات أخرى أو أماكن سياحية مبنية من طابق واحد، بعد كثرة التنبؤات خلال الأسبوع الجاري من حدوث الزلزال "وقت اكتمال القمر".

ويقول الباحث التركي، باكير أتاكجان لـ"العربي الجديد" إنه من الخطأ التنبؤ بوقت حدوث الزلزال، لكن التوقع بمكانه من دون تحديد زمن حدوثه "أمر علمي" وبالنسبة لإسطنبول فهي تقع في الشمال قليلاً من فالق شمال الأناضول، وهو فالق زلزالي يقطع تركيا بشكل عرضي من شرقها إلى غربها، ويقسمها إلى كتلتين شمالية وجنوبية، ويعتبر هذا الفالق "بحسب المختصين" من أكثر الفوالق الزلزالية نشاطاً في العالم، لذا تكثر، بحسب أتاكجان التنبوءات والتحذيرات.

تقسيم أحياء مدينة إسطنبول

وكان العالم التركي شنغور قد قسّم أحياء مدينة إسطنبول، بشطريها، الآسيوي والأوروبي، إلى متينة ومقاومة، هي "بايرام باشا، الفاتح، ساري يير، شيلا، بيكوز، جاتلجا، أتا شهير، بي أوغلو، بيشان تاشي وغبوة"، وأخرى متينة نسبياً، هي "أرناؤوط كوي، باشاك شهير، تشكيم كوي، غازي عثمان باشا، بهشلي ايفلر، إيسينيورت"، وأشار العالم التركي إلى ما وصفه بالمناطق الخطرة وتشمل "زيتين بورنو، بيوك تشيكمجي، كوتشوك تشيكمجي، أيوب سلطان، كاغت هانة، بشتكاش، جاتلجا وأفجلار".

ويعقب الباحث التركي باكير أتاكجان أن تقسيم العالم التركي ينطلق من جغرافية المنطقة وقربها من الفالق بالدرجة الأولى، ولكن الأهم هو قدم بناء كل منطقة، إذ إن معظم المناطق التي قيمها العالم شنغور بالخطرة هي أحياء مبنية قبل إصدار تركيا شروط أبينة الزلزال عام 1999 بعد زلزال إزميت.

إسطنبول على موعد مع زلزال

ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بإسطنبول، محمد كامل ديميريل لـ"العربي الجديد" إن إسطنبول، إن لم نقل منطقة مرمرة برمتها، على موعد مع زلزال، ولكن ليس لأحد أن يحدد موعده، ولعل بما قاله البروفيسور خلوق أوزنار، مدير مرصد قنديللي، بعد زلزال 2019 حول توقعات زلزال إسطنبول الكبير: "للأسف لا نعرف متى، لكننا متأكدون أنه سيحصل، وأنه يقترب شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت"؛ دحض لأي نبوءات زمنية يطلقها البعض أو تثير المخاوف لدى السكان.

ويبيّن الباحث ديميريل أن بلاده أخذت كثير من الإجراءات منذ زلزال عام 1999، خاصة على صعيد شروط البناء وإلزام توفر مقاومة الزلازل، كما يستمر العمل ضمن وحدة تنسيق عامة، على رسم خطط الطوارئ وكيفية المواجهة فيما لو حصل الزلزال، من خلال التوعية والبرامج الإرشادية، وأثناءه وبعده، عبر فرق الإنقاذ فيما لو حصل، مشيراً إلى دور الأسر والأفراد، لأن معظم إصابات الزلازل تأتي جراء عدم معرفة التعامل أو الخوف، خلال ثواني الزلزلة الأولى.

يذكر أن بلديات إسطنبول فرضت الكشف على الأبنية ومدى قاومتها للزلازل، بعد أن كثفت هيئة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" من تمارين تأهيل عمال الإغاثة وتوعية السكان، التي يشارك فيها الآلاف من عمال الإغاثة والمتخصصين، ضمن تمارين التأهب للزلازل في إسطنبول.

وكانت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد"، قد أطلقت قبل زلزال جنوبي البلاد، التمرين في 18 موقعًا مختلفًا في المدينة، بما في ذلك مطار إسطنبول، حيث تعمل منطقة كاتهانة على الجانب الأوروبي من المدينة كقاعدة للعمليات.

واستجابت أطقم إدارة الكوارث والطوارئ لسيناريو يضرب فيه زلزال بقوة 7.5 درجات أو أعلى، المدينة الكبرى من أجل تمرين "الإخلاء والإقامة والتخطيط" مركزين على الأحياء الـ39 في المدينة، التي نبهت دراسة البلدية لها.

ووصفت التمارين، بحسب بيان "آفاد" بأنها أول عملية إجلاء كبيرة، شاركت فيها، إلى جانب هيئة الكوارث، أطقم من البلديات والمنظمات غير الحكومية، وتم إدخال سكان "كاتهانة" بالتمرين من خلال إعطائهم أدوارًا في الإخلاء.

المساهمون