رغبة منها في مساعدة مرضى "السيلياك"، الذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، تجنباً لتعريض حياتهم للخطر، اختارت الجزائرية نعيمة وارس، أن تدخل عالم الطبخ وتبدأ بإعداد حلويات ومخبوزات تناسب هذه الفئة من المرضى.
و"السيلياك" أحد أمراض المناعة الذاتية، يهاجم الجسم فيه نفسه، وتحديداً الأمعاء الدقيقة عند تناول الأطعمة والمنتجات التي تحتوي على الغلوتين (بروتين يوجد غالباً في القمح والشعير).
نعيمة وارس (41 سنة)، تعمل في صناعة الحلويات التقليدية والخبز دون غلوتين. وتقول لـ"العربي الجديد"، إنّ ما دفعها إلى دخول هذا المجال، تلميذ مريض بـ"السيلياك" كان يدرس عندها في المستوى الابتدائي، حينما كانت تمتهن التعليم سابقاً، فلاحظت معاناته وغيابه عن مطعم المؤسسة بسبب عدم توفير حاجاته هناك.
وتضيف: "أصنع خبزاً خالياً من الغلوتين وكذا حلويات، للإسهام في تغطية حاجات مرضى السيلياك، وهي أطعمة نادرة يصعب عليهم إيجادها، لغلاء مكوناتها وندرة المصابين بهذا المرض المرتبط بالجهاز الهضمي، وكذا غياب التوعية عليه".
بسبب حبها لعمل الخير ومساعدة الغير، تقدّم نعيمة خدماتها للمرضى مجاناً ودون أي مقابل، وخاصة الفقراء، وتوضح قائلة: "الدار دارهم، وأنا جاهزة لمساعدتهم، وإعداد حلويات للأطفال الذين يحتفلون بأعياد الميلاد وإدخال الفرحة على قلوبهم".
ورغم الصعوبات التي تواجهها، وأهمها ارتفاع أسعار المواد الأولية الخالية من الغلوكوز، إلا أنها متمسكة بالأمل، وهي في بحث متواصل عن الحلول لكي لا تتوقف عن العمل، وخاصة عند نفاد المادة الأولية.
غلاء المواد الخالية من الغلوكوز جعل الكثير من المرضى يعانون للحصول على حاجاتهم، ولا سيما ذوو الدخل المحدود، وهذا ما دفع نعيمة إلى التعاون مع جمعيات للقيام بحملات تحسيسية حول هذه الفئة التي تصفها بـ"المهمشة"، وجمع تبرعات لها والقيام بأنشطة ومسابقات تحفيزية للمرضى وتقديم الهدايا إليهم.
ترسل نعيمة مناشدة إلى السلطات لمساعدة هذه الفئة على الأقل بتوفير المواد الأولية لغذائهم بأسعار معقولة، وتشدد على أهمية لفت الانتباه إلى هذا المرض والتعريف به وتصنيفه ضمن "الأمراض المزمنة".