كانت الطفلة، ألماسة أحمد سليمان، ابنة الـ12 ربيعاً وشقيقها علي، الذي يبلغ من العمر 14 عاماً، يغطّان بنوم عميق، مطمئني القلب، في منزلهما الكائن في قرية خان جلميدون، بناحية جب رملة بمنطقة مصياف، قبل أن تباغتهم رصاصات بندقية والدهما الحربية، لتحوّلهما إلى جثّتين هامدتين، حالهما كحال، هند أنس المصري، التي لم تكن تدري أنها ستفقد حياتها قبل أن تكمل عامها العاشر، جرّاء تعرّضها لضرب مبرح على يد والدها.
وأقدم، أحمد سليمان، وهو من مواليد عام 1980، ليلة الإثنين -الثلاثاء الماضي، على إطلاق عشرة أعيرة نارية من بندقيته الحربية باتجاه طفليه، علي وألماسة، ليفارقا الحياة على الفور، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المحلية، عن مصدر في قيادة شرطة حماة، اليوم الأربعاء.
من جانبه، قال الطبيب الشرعي، حبيب مهنا، عقب كشفه على الضحيتين، بحسب المصدر ذاته، أنّ الجاني أطلق 10 عيارات نارية من بندقية حربية روسية، 3 منها أصابت الطفلة التي كانت نائمة على وجهها، فاخترقت الطلقات جسدها من ناحية اليسار ومن الظهر، لتخرج من القلب، ولفت إلى أنّ الفحص التناسلي أظهر أنّ الطفلة سليمة.
وأصابت طلقات ثلاث أخرى، الطفل الذي كان نائماً، من اليسار إلى اليمين، وخرقت الذراع والجهة اليسرى من جسده نحو اليمين.
وأفادت مصادر من قيادة الشرطة أنّ الأب يعاني من اضطرابات نفسية، وله سابقة برمي قنبلة يدوية على جيرانه، سُجن على خلفيتها لمدة سنة ونصف. وأضافت أنّه بالتحقيق مع الجاني لم يعِ ما ارتكب من جريمة ولم يعرف لماذا قتل طفليه.
كما فقدت، هند أنس المصري، حياتها يوم أمس الثلاثاء، جرّاء تعرّضها للضرب المبرح من قبل والدها، ما تسبّب بإدخالها في غيبوبة منذ ثلاثة أيام، بحسب المصادر ذاتها السابقة.
وأوضح الطبيب الشرعي، محمد العمر، الذي كشف على جثة الطفلة هند، وهي مواليد 2012، أنّها فارقت الحياة في المستشفى نتيجة إصابتها بنزف دماغي، وقد لوحظ وجود كدمات متفرّقة على الوجه والخدين مع خثرات دموية في الأنف، وكدمات في الصدر والعضد الأيمن والأيسر، كما لوحظ أنّ الكدمات بأعمار مختلفة قديمة وحديثة، وذلك دليل على حصول تعنيف متكرّر بأوقات متفرّقة.
ونعت مدرسة "الوحدة العربية" بحماه، طالبتها هند على صفحة المدرسة على موقع "فيسبوك"، قائلةً "تأسف مدرسة الوحدة العربية بكادرها الإداري والتدريسي لفقدان إحدى عصافيرها، التلميذة المجدة هند المصري رحمها الله بعد أيام من تكريمها لتفوقها في جميع موادها، راجين الصبر والسلوان لأهلها وذويها ورفاقها".
من جانبها، علّقت مُدرّسة هند، شذا شرابي، على منشور المدرسة، قائلة "الله يرحمك ياهند صدمة كبيرة النا وفاتك، كانت مثال الطالبة المؤدبة والمجتهدة، أنا ورفقاتك حنشتقلك".
وأضافت: "من أذكى وألطف الطالبات يلي درستون، وإلها معزة خاصة بقلبي"، مضيفةً أنه "أبداً لم يكن يظهر عليها (تعرضها للضرب) وهي ما بتحكي، وليس لدي فكرة أبداً أنّ والدها كان يضربها وكانت تداوم بالمدرسة وما تغيب، يجوز أنّ الضرب كان بأماكن غير واضحة".
بدوره، قال مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، فضل عبد الغني، في حديث مع "العربي الجديد"، "هناك الكثير من حوادث العنف المنزلي وحوادث الابتزاز والعنف الجنسي، وأهم أسباب تفشي هذه الأعمال، عنف النظام الذي تسبّب بتفسّخ المجتمع بشكل كبير، فنحن نتحدّث عن 7 مليون نازح من مختلف فئات المجتمع، وتحوّلهم من منتجين مستقرّين إلى محتاجين، حيث وصلت نسبة الفقر إلى 85%، وأطفال تسرّبوا من المدارس".
ورأى أنّ "هذه تداعيات ضعف المجتمع وتراجع دور الدولة التي استنزفها النظام من أجل حربه للحفاظ على سلطته، وبالتالي يزداد الضغط النفسي والعنف الأسري".
يُشار إلى أنّه تمّ تسجيل، في العام الماضي، وقوع 332 جريمة قتل في سورية، بحسب مصادر رسمية، في حين يعاني المجتمع السوري من انتشار السلاح العشوائي والفلتان الأمني.