جريمة تهز سورية: أب يقتل طفليه وينتحر في القرداحة

26 يونيو 2023
انفلات أمني بمناطق سيطرة النظام السوري في اللاذقية (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شهدت قرية عين الحيات في منطقة القرداحة بريف اللاذقية غرب سورية، جريمة قتل مروعة، أمس الأحد، حيث أقدم أب على قتل طفليه ثم انتحر باستخدام بندقية حربية كانت بحوزته. 

وتُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة جرائم وقعت في المناطق الموالية للنظام في ريف اللاذقية، والتي يصفها الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" بأنها "جرائم غريبة ومتطرفة، خاصة بهذا النوع من الجرائم العائلية"، مشيراً إلى "وجود خلاف عائلي بين القاتل وزوجته".

وينتمي الأب الذي انتحر عقب قتل طفليه لمليشيا "الدفاع الوطني"، وفق الجبلاوي، الذي أضاف أن "عناصر مليشيا "الدفاع الوطني" والشبيحة يمتلكون أسلحة عسكرية فردية من بنادق كلاشنكوف ومسدسات، ومزودين بكميات من الذخيرة، ويمتلكون قنابل يدوية، وهذه الأسلحة لا تخضع للرقابة، وهؤلاء لا يخضعون لأي مساءلة عن كيفية حيازة الأسلحة وحتى بحال التجول بها. ويعاملون بصفتهم فوق القانون، وهذا الانتشار للأسلحة له دور في ارتكاب هؤلاء العناصر الجرائم".

ويعاني معظم عناصر مليشيا "الدفاع الوطني" والشبيحة في الوقت الحالي من أوضاع معيشية صعبة.

ويؤكد جبلاوي أن "هؤلاء العناصر مرتزقة، كانوا يعتمدون في الأصل على عمليات التعفيش والسرقة من المناطق التي يجري تهجير السكان منها، وفي الوقت الحالي تراجعت عمليات التعفيش، ولم يبق لدى البعض منهم عمل سوى السرقة وعمليات التشليح على الطرق، وهو أمر شائع في عموم مناطق سيطرة النظام في اللاذقية".

وينبه إلى أن "الانفلات الأمني في معظم مناطق سيطرة النظام في اللاذقية غير مسبوق، وقد نشهد ارتفاعاً في معدلات الجريمة خلال الفترة القادمة أكثر بسبب الفقر". 

من جانبها، أعلنت وزارة داخلية النظام السوري، مساء أمس الأحد، عن تفاصيل الجريمة.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن إحدى دورياتها توجهت إلى موقع الجريمة، وكان الأهالي قد أسعفوا الأب (مهدي) إلى مشفى الباسل في مدينة القرداحة، بينما شوهدت جثتا طفليه (تيم وآلاء) ضمن المنزل، مع وجود البندقية التي قتلا بها بالقرب منهما، وبالكشف تبين أن سبب الوفاة ناجم عن تعرض الطفلين لعدة عيارات نارية نافذة، وجرى تسليم جثتي الطفلين إلى أحد ذويهما.

وخلصت إلى أنه "من خلال التحقيق الأولي تبين إقدام الأب على قتل الطفلين، ومن ثم الانتحار بإطلاق النار على نفسه". 

 ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أصدره أمس،  وقوع 107 جرائم قتل بشكل متعمد منذ مطلع عام 2023، بعضها ناجم عن عنف أسري، أو بدوافع السرقة، وأخرى لا تزال أسبابها ودوافعها مجهولة، وراح ضحية تلك الجرائم 117  شخصاً، هم 26 امرأة، و77 رجلاً وشاباً، و14 طفلاً".

ولا تزال سورية في المرتبة الثامنة بمعدلات الجريمة على مستوى العالم، وفق موقع "نمبيو" للنصف الأول من عام 2023، بعد أن كانت تحتل المرتبة العاشرة، وفق تصنيف الموقع، من بين الدول الأعلى في معدلات الجريمة لعام 2022.

المساهمون