جريمة اعتداء جنسي جديدة تهزّ لبنان، وطاولت هذه المرّة المجمّعات السياحية الخاصة، وضحيتها طفلة قاصر لا يتجاوز عمرها العشر سنوات.
وفي التفاصيل، وقعت الجريمة في 31 أغسطس/آب الماضي في منتجع "كورال بيتش" السياحي في بيروت، حيث وثقت كاميرات المراقبة لحظة دخول المعتدي وعبوره بأريحيّة تامّة جميع المداخل، على مرأى رجال الأمن، ووصوله إلى المسبح ومروره إلى المرحاض النسائي، قبل ارتكابه جريمتها بحق الطفلة.
وقعت طفلة تبلغ من العمر عشرة أعوام ضحية جريمة اغتصاب داخل أحد الفنادق في بيروت. ونشرت صفحة "وينيي الدولة" مقطعاً مصوراً للمغتصب أثناء تنقله داخل الفندق، بهدف مساعدة أهل الناجية على التعرف إلى هوية المجرم وتسليمه للقضاء.#لبنان #شريكة_ولكنhttps://t.co/8xHjCroi5i
— Sharika wa laken (@Sharika_walaken) September 6, 2022
ونشرت صفحة "وينيه الدولة" عبر "فيسبوك" (تُعنى بالأخبار الأمنية)، فيديو يظهر لحظة دخول المعتدي المنتجع، ومسار تنقله وصولاً إلى المرحاض، مشيرة إلى أنه قام بالاعتداء على طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، طالبة المساعدة في تعميم صورته للتعرّف إليه وكشف هويته والقبض عليه، الأمر الذي تمّ بحيث جرى توقيفه في وقتٍ لاحق من قبل الأجهزة الأمنية.
رسالة من الأم
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، تم تداول رسالة موزَّعة من قبل والدة الطفلة، روت فيها ما حصل في ذلك التاريخ، حيث إنها كانت برفقة ابنتها في المنتجع، وبعد تناولهما الطعام، ذهبت الأخيرة إلى المرحاض لغسل يديها قبل أن تعود بعد خمس دقائق، وهي منهارة، وتخبرها بأن رجلاً حبسها في الداخل وأجبرها على خلع ملابسها، فبدأت الأم تركض شمالاً ويميناً، لكن للأسف وجدت أن المعتدي هرب.
كلام والدة الطفلة اللي تم التعدي عليها بمزبلة #كورال_بيتش. الظاهر انه مش اول مرة بتصير القصة بنفس الاوتيل!!#مزرعة_اسمه_لبنان pic.twitter.com/6CszAnDZQF
— 🔆 أم Sultan🔆 (@Omsultan1313) September 7, 2022
وتوقفت الأم في منشورها عند طريقة تعاطي إدارة المنتجع مع الحادثة واصفة إياها بـ"المسخرة"، مشيرة إلى أنها تقدمت بطلب لرؤية الكاميرات، وكيف تمكن المعتدي من الدخول إلى المكان، ومرّ رغم وجود رجال الأمن.
وتشير الوالدة إلى أن ابنتها قوية، رغم علمها بأنها بحاجة لمتابعة معالج نفسي على أمل تخطي ما حصل معها، لافتة إلى أنها أخذتها إلى الطبيب الذي أكد أنها بصحة جيدة جسدياً، ولا آثار لعنف جسدي عليها، لكنه أخبرها أيضاً بأن هذه ليست الحالة الأولى التي تأتي إليه، وقد استقبل حالة شبيهة بالعمر نفسه والمكان ذاته.
"كورال بيتش" تنفي
من جهة أخرى، أكدت شركة "كورال بيتش" في بيان اعتمادها أعلى معايير سلامة روّادها وزبائنها وأمانهم، نافيةً المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الحادثة التي وقعت في 31 أغسطس/آب الماضي، مؤكدة تطلعها لانتهاء التحقيق الذي تلتزم بسريته. وقالت الشركة إنها اتخذت حق الادعاء الشخصي أمام المراجع الأمنية المختصة.
في السياق، أكد مصدرٌ مسؤولٌ في قوى الأمن الداخلي لـ"العربي الجديد"، أن الطفلة لم تتعرض للاغتصاب، والتحقيقات تجري مع الموقوف، وأن إدارة المجمّع أكدت أن هذه الحادثة هي الأولى التي تحصل فيه، وسيحددون المسؤوليات ومعرفة التقصير الذي حصل وكيفية عبور الرجل المكان.
اعتراف الفاعل بجرمه
من جهتها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان، اليوم، أنه بتاريخ 31 أغسطس/آب، حضر لدى فصيلة بئر حسن في وحدة الدرك الإقليمي ذوو فتاة قاصر عمرها 10 سنوات للتبليغ عن تعرضها للتحرش الجنسي من قبل شخص مجهول، وذلك داخل حمام مخصص للنساء في أحد المنتجعات السياحية.
أقدم على التحرش جنسيا بفتاة قاصر في احد المنتجعات السياحية، وفصيلة بئر حسن ألقت القبض عليه
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) September 7, 2022
وأشارت إلى أنه نتيجة المتابعة الدقيقة والاستقصاءات من قبل الفصيلة المذكورة توصلت إلى تحديد هوية الفاعل ومكان إقامته، وداهمت بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول الجاري دورية من الفصيلة منزله، لكنها لم تعثر عليه، غير أن ذويه وبعد حوالي الساعة قاموا بتسليمه إلى الفصيلة ويدعى ر.ف مواليد عام 1986 لبناني.
وكشفت المديرية أنه بالتحقيق معه، اعترف بإقدامه على التحرش بالفتاة تحت تأثير المخدرات، كما تبيّن أنه استغل وجود القاصر بمفردها داخل الحمام المخصص للسيدات وأوهمها أنه يريد إصلاح الباب، ففتحت له وقام بالتحرش بها بعدما هددها بعدم الصراخ، مشيرة إلى أن الموقوف أودع القضاء المختص.
ونوهت المديرية بفعل القاصر الشجاع بتبليغ أهلها بالحادثة مباشرة، وقيام الأهل بالتوجه إلى الفصيلة المعنية وتقديم شكوى، هذا الأمر كان له أثر إيجابي في توقيف الفاعل، لتفادي حصول أعمال مماثلة، كما يشجع الأشخاص الذين يتعرضون لمثل هذه الجرائم باللجوء إلى قوى الأمن الداخلي تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وقبل أشهر معدودة، ضجّت الساحة اللبنانية بقضية رجل لُقِّب بالسفاح لاعتدائه على عددٍ من الأطفال قبل أن يفضحه أحد ضحاياه، وذلك في محافظة بعلبك الهرمل، بلدة القاع، علماً أن القضية عتِّم عليها لاحقاً، ولم تصدر القوى الأمنية أي بيان حول القضية، فيما جرى الحديث عن تدخلات حزبية وسياسية ودينية لإغلاق الموضوع.