تتوالى جرائم الخطف والسرقة في مناطق سيطرة النظام السوري، حتى تحولت إلى ظاهرة مقلقة للسكان في معظم المناطق والمحافظات، وبات معها الأمان الاجتماعي مفقوداً، وسط دعوات لوضع حد لها.
وأعلنت وزارة الداخلية، التابعة للنظام السوري، اليوم السبت، في بيان لها، عن توقيف شخصين متورطين بجرائم خطف وسلب في حماة، ولفتت إلى أن المطلوبين تورطا بجرائم قتل أيضاً، وأن المطلوب (ظهير. ب) بحقه أكثر من 40 طلباً بجرائم خطف وسلب، وتشكيل عصابة تمتهن الجريمة في منطقة السلمية، وذلك بقصد الحصول على فدية مالية، وأيضاً متورط بجرائم سرقة واستدراج سائقي سيارات، وبحقه نشرة شرطية بجرم القتل القصد.
وجاء في بيان الوزارة، أنّ المطلوب الثاني بحقه أكثر من 29 بحثاً في جرائم سرقة، وبيع سيارات مسروقة، وخطف، وتشكيل عصابة، وتهريب أسلحة حربية. كما توجد بحقه نشرات شرطية تتضمن سجنه بالأشغال الشاقة المؤبدة بجرم الخطف بقصد طلب فدية.
وبخصوص هذه الجرائم وانعكاساتها على المجتمع، قال الحقوقي عاصم الزعبي لـ"العربي الجديد"، إن ملف الجرائم المرتبطة بالعصابات بدأ مع نهاية عام 2011، أي في بداية مرحلة تسليح الثورة السورية. وتابع "أول من مارس عمليات الخطف والابتزاز هي الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من خلال عمليات ممنهجة، من أجل الحصول على مقابل مادي أو فدية، حتى في عمليات الاعتقال التي كانت تمارسها كان للابتزاز جزء كبير منها، أي يمكن القول إن النظام هو من فتح الباب لهذا النوع من الجرائم في سورية".
وأردف الزعبي "بعد ذلك تنوّعت جرائم الخطف، فهناك عصابات عملت لصالح أطراف محسوبة على الفصائل المسلحة، وأخرى تعمل حتى الآن بشكل مستقل، لكن معظمها ترتبط بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ومن أكثر المناطق التي عانت من الخطف درعا والسويداء".
وبين المتحدث أن التأثير الاجتماعي لهذه الجرائم كان واضحاً، فأهم نقطة تتعلق بفقدان الأمان المجتمعي، لأن هذه العصابات لم تعمل فقط بين المدن وداخلها بل أيضاً بين البلدات، وسجلت عشرات حالات الخطف خاصة للأطفال داخل مدن وبلدات. أيضاً لها انعكاس سلبي من الناحية الاقتصادية بشقين: الأول صعوبة تأمين مبالغ الفدية الكبيرة التي يطلبها الخاطفون ما اضطر العديد من ذوي المخطوفين لبيع منازلهم أو عقاراتهم. الثاني تعطيل الحياة الاقتصادية في بعض الفترات نتيجة الخوف من التنقل، وهذه الحالة حصلت بشكل كبير بين درعا والسويداء، إذا انخفضت المصالح الاقتصادية بين المحافظتين للمستويات الدنيا لمدة طويلة.
وأكد الزعبي "سواء ارتبطت هذه العصابات أو معظمها بالنظام أو عمل قسم منها بشكل مستقل، فالنظام هو المسؤول المباشر عما يجري".
وفي سياق متصل، كشفت وزارة داخلية النظام، اليوم السبت، أنها ألقت القبض على عصابة تشغل الأطفال بالتسول، ويوم أمس أعلنت في بيان لها إلقاء القبض على عصابة تمتهن الخطف والتهريب في محافظة ريف دمشق.
بدوره، أكد مصدر خاص من مدينة السويداء لـ"العربي الجديد"، أن المدينة في الوقت الحالي تعيش نوعاً من الارتياح مع تراجع جرائم الخطف، وقال: "هناك مخاوف من تجدد عمليات الخطف لدى جميع الأهالي، لكن في الوقت الحالي الأمر أفضل من ذي قبل".
يذكر أن سورية تحتل المرتبة العاشرة عالمياً بمعدل الجريمة، وفق موقع "نامبيو"، منذ مطلع العام الحالي.