جدل في المغرب بعد رفض تكريم طالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية

15 يوليو 2024
مسيرة تضامنية مع غزة في مدينة طنجة المغربية، 7 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **حادثة رفض تكريم طالبة بسبب الكوفية الفلسطينية:** شهدت المدرسة العليا للتكنولوجيا في الدار البيضاء جدلاً بعد رفض عميد كلية العلوم بنمسيك تكريم طالبة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، مما أثار استياء الحاضرين ودفع العميد للانسحاب. إدارة المدرسة سلمت الطالبة شهادتها لاحقاً.

- **تضامن طلابي واسع مع فلسطين:** يعكس الحادث تضامناً طلابياً واسعاً مع القضية الفلسطينية في المغرب، حيث ارتدى طلاب الكوفية الفلسطينية خلال حفلات تخرجهم، مما أدى إلى إلغاء بعض الحفلات وضغط الحراك الطلابي لإسقاط التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل.

- **ردود فعل وانتقادات:** وصف محمد الرياحي تصرف العميد بأنه مشين، واعتبرته النقابة الوطنية للتعليم العالي قمعاً لحرية التعبير. الطلاب طالبوا بفتح تحقيق لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات، مؤكدين أن ارتداء الكوفية هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

أثار رفض عميد إحدى الكليات في المغرب تكريم طالبة متفوقة، بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط المدنية والسياسية في البلاد، في حين كان لافتا ارتفاع مطالب طلابية بفتح تحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات لضمان عدم تكرار ما وقع. وعاشت المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء حادثاً غريباً ومثيراً للجدل، مساء أول من أمس السبت، خلال حفل تسليم الجوائز للطلاب المتفوقين، بعدما رفض عميد كلية العلوم بنمسيك تسليم الجائزة لطالبة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية بدعوى أنها "تمارس السياسة"، قبل أن يقدم بعد فشله في دفعها إلى نزعها على الانسحاب من الحفل، بعد موجة من الاستهجان والاستياء في صفوف الحاضرين، لا سيما أنه حضر بصفته ضيف شرف، في حين تمكنت إدارة المدرسة العليا للتكنولوجيا من تدارك الأمر، وتسليم الطالبة شهادتها من خلال مدير المؤسسة. 

ويأتي الحادث المثير للجدل في وقت حرص فيه طلاب عدد من المدارس والجامعات المغربية على التعبير عن تضامنهم مع فلسطين خلال حفلات تخرجهم بالكوفية الفلسطينية، كباقي زملائهم في مختلف جامعات العالم.

وكان لافتاً إعلان طلبة شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط عن حرمانهم من حفل التخرج بسبب التضامن مع فلسطين، وكذلك إقدام كلية الحكامة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات على إلغاء حفل تخرج طلابها، الذي كان مقرراً يوم الجمعة الماضي، للسبب ذاته. كما يأتي الحادث في وقت يضغط فيه الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب من أجل إسقاط التطبيع الأكاديمي وفض الشراكات والاتفاقيات الموقعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية.

إلى ذلك ، وصف عضو المكتب المركزي لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) محمد الرياحي، في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الاثنين، ما قام به عميد كلية العلوم بنمسيك حينما رفض تكريم طالبة ترتدي الكوفية الفلسطيني بأنه "عمل مشين وتصرف غير مقبول من رمز علمي المفروض فيه احترام اختيارات الطلاب باعتبارهم شريحة واعية ومسؤولة"، وقال: "سيبقى تصرف السيد العميد وصمة عار في جبينه وجبين كل المطبعين العرب في الوقت الحالي الذي ما زالت فيه دماء الفلسطينيين تسيل في غزة والضفة والمخيمات وكل المدن الفلسطينية من طرف الكيان الصهيوني المحتل".

وتابع: "حقا ما قام به السيد العميد يعتبر فضيحة بكل المقاييس؛ فضيحة لأنه تم ارتكابه بالحرم الجامعي، وفضيحة لأن من ارتكبه عميد كلية، وفضيحة لأنه تم ارتكابه في حق طالبة متفوقة، وفضيحة كبرى لأن هذا الفعل المشين وقع في المغرب المعروف بحبه للقضية الفلسطينية واصطفافه إلى جانب مطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة". وأبدى الرياحي استغرابه مما سماه سلوكا غير مبرر للعميد، في الوقت الذي نرى فيه أساتذة ومفكرين ورموزا علمية وأدبية في كثير من الدول الأوروبية ترتدي الكوفية الفلسطينية وتعبر عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وإدانتها لمجازر المحتلين.

وفي أول تعليق على الحادث، اعتبر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء أن ما وقع "تصرف غير مسؤول داخل فضاء أكاديمي يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي"، وأنه "شاذ وأرعن.. ويتعارض مع الموقف الرسمي للبلاد إزاء القضية الفلسطينية ومع نبض المجتمع المغربي". ورأى الأساتذة، في بيان، في سلوك العميد "قمعا لحرية التعبير"، معلنين تضامنهم مع الطالبة المتفوقة، ومعتبرين حمل الكوفية "عربونا إضافيا عن نجاحها".

في السياق، طالب طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء بفتح تحقيق في واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك، توشيح طالبة متفوقة في مؤسستهم، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل. واعتبر الطلاب، في بيان أصدره مكتبهم، أن ما وقع "موقف مؤسف وغير مقبول" و"إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية".

وقال الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية "هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان"، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري.

ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحا في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدّة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات، في كل من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها، حراكا طلابيا واسعا، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا.

وفي حين يلقي العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة بظلاله على الجامعات المغربية، توالت في الآونة الأخيرة مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بفض علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال، كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 طالبة وطالب وخريجة وخريج من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب) رسالة إلى الإدارة تطالب بقطع العلاقات بين جامعتهم وشركائها الإسرائيليين.

المساهمون