جدري "إم بوكس": إصابات تُرصد خارج أفريقيا بعد إعلان حالة الطوارئ العالمية

16 اغسطس 2024
عيّنات لفحص جدري "إم بوكس" في بريطانيا، 29 مايو 2022 (جاسمين مردان/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تفشّي جدري "إم بوكس" عالميًا**: أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية بسبب تفشّي جدري "إم بوكس" في دول أفريقية، مع تسجيل حالات في باكستان والسويد.
- **إجراءات باكستان لمكافحة الفيروس**: باكستان رصدت أول إصابة وبدأت بتتبع المخالطين، وأرسلت توجيهات للمراقبة الصارمة في نقاط العبور والمطارات.
- **جهود تحالف غافي لتوفير اللقاحات**: تحالف غافي خصص 500 مليون دولار لتوفير لقاحات جدري "إم بوكس" في أفريقيا، ويجري محادثات مع شركات لإنتاج اللقاحات.

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية تفشّي جدري "إم بوكس" في دول من القارة الأفريقية حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً، أوّل من أمس الأربعاء، أفادت وزارة الصحة الباكستانية بأنّها رصدت إصابة أولى بفيروس جدري "إم بوكس" لدى مسافر عاد إلى البلاد أخيراً. وأضافت الوزارة أنّها تجري مزيداً من الاختبارات لتحديد ما إذا كانت العدوى ناجمة عن المتحوّر الجديد أم لا.

وبذلك تُعَدّ باكستان الدولة الثانية التي تسجّل حالات جدري "إم بوكس" أولى خارج أفريقيا. فالسويد كانت قد أعلنت، مساء أمس الخميس، عن رصد إصابة أولى في أوروبا بهذا المرض الذي كان يُعرَف باسم "جدري القرود" قبل أن تستبدله منظمة الصحة العالمية باسم جدري "إم بوكس" في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022.

وقبل إعلان رسمياً عن الإصابة في باكستان، نشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تدوينة، على موقع إكس اليوم الجمعة، دعا فيها الدول المتضرّرة من فيروس جدري "إم بوكس" إلى "العمل معاً" بعد اكتشاف الإصابة الأولى في خارج المنطقة الأفريقية. وأفاد المسؤول الأممي بأنّ اكتشاف الإصابة الأولى في السويد يؤكد أنّ من واجب الدول المتضرّرة أن تتصدّى للفيروس، بعضها مع بعض.

وحثّ غيبريسوس كلّ الدول على تعزيز المراقبة وتبادل البيانات والعمل على فهم كيفية انتقال عدوى جدري "إم بوكس" بطريقة فضلى. كذلك دعا غيبريسوس الدول إلى تبادل الأدوات، من قبيل اللقاحات، وإلى تطبيق الدروس المستفادة من حالات الطوارئ الصحية العامة السابقة التي أثارت قلقاً دولياً عند التعاطي مع التفشّي الحالي.

باكستان تكثّف جهودها لكشف جدري "إم بوكس"

وأوضحت وزارة الصحة الباكستانية، في بيان أصدرته اليوم، أنّ الشخص المصاب وصل إلى مطار بيشاور "آتياً من دولة خليجية"، من دون تحديدها، في حين أنّ معلومات سابقة أشارت إلى الإمارات. يُذكر أنّ الأخبار الواردة من باكستان، صباح اليوم، لفتت كذلك إلى ثلاث إصابات، قبل أن تصدر الوزارة بيانها الرسمي.

في الإطار نفسه، أفاد مدير الصحة العامة في إقليم خيبر بختونخوا إرشاد روغاني بأنّ المصاب رجل باكستاني يبلغ من العمر 34 عاماً من منطقة مردان بالإقليم المتاخم للحدود مع أفغانستان، وهو يعاني من أعراض خفيفة ويتلقّى العلاج الآن في خيبر بختونخوا. وأضاف روغاني أنّ "هذه الإصابة (...) هي أولى الحالات المؤكدة لدينا هذا العام"، مشيراً إلى أنّ عيّنات أُرسلت إلى العاصمة إسلام أباد من أجل إجراء التسلسل الجيني للفيروس.

وتابع روغاني أنّ الجهات المعنية بدأت بتتبّع مخالطي الرجل المصاب، وبجمع عيّنات منهم لتحليلها. وأشار إلى أنّ 300 شخص في خيبر بختونخوا خضعوا لفحوص خاصة بجدري "إم بوكس" منذ عام 2022، عندما أُعلن تفشّي الفيروس حينها في خارج أفريقيا، ولا سيّما في أوروبا، حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً، للمرّة الأولى. وقد ثبتت إصابة اثنَين فقط في العام الماضي، علماً أنّ حالة الطوارئ تلك رُفعت في مايو/ أيار 2023، أي بعد نحو عشرة أشهر فقط من إعلانها.

واليوم، لفتت وزارة الصحة الباكستانية إلى أنّها أرسلت توجيهات إلى المسؤولين في نقاط العبور الحدودية وفي المطارات لضمان المراقبة الصارمة وأخذ عيّنات لإجراء فحوص طبية، في حال رُصدَت أعراض جدري "إم بوكس" لدى أيّ مسافر عائد من البلاد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ الحمّى وآلام العضلات والطفح الجلدي المؤلم والإعياء الشديد والتضخّم في الغدد الليمفاوية من أبرز أعراض المرض.

500 مليون دولار للقاحات جدري "إم بوكس"

في سياق متصل، صرّحت الرئيسة التنفيذية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) سانيا نيشتار لوكالة رويترز، بأنّ لدى التحالف ما يصل إلى 500 مليون دولار أميركي من أجل توفير لقاحات مضادة لجدري "إم بوكس" في الدول الأفريقية التي تُرصَد فيها بؤر للفيروس.

ويساعد تحالف غافي الدول التي تفتقر إلى الموارد في توفير وشراء لقاحات للوقاية من أمراض معدية يُصاب بها الأطفال في العادة، مثل الحصبة، لكنّه وسّع نطاق جهوده منذ أزمة كورونا الوبائية. والمال المُشار إليه متوفّر في صندوق التحالف "للاستجابة الأولية" الذي يُستعان به في حالات الطوارئ الصحية. وهذه هي الحال في الوقت الراهن، بعد تصنيف تفشّي جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية، وكذلك حالة طوارئ صحية عامة من قبل المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

والمال المتوفّر في الصندوق هو نتيجة تبرّعات حكومات وجهات مموّلة لمنظمة الصحة العالمية، من أجل المساعدة في جهود مكافحة كوفيد-19. وإذ أكدت نيشتار أنّ "المال المتاح للقاحات جاهز للتصرّف به"، أشارت إلى عقبات ينبغي تذليلها، في ما يخصّ طلبات الدول المتضرّرة الرسمية للحصول على اللقاحات، بالإضافة إلى إقرار اللقاحات من قبل منظمة الصحة العالمية. وأضافت أنّ تحالف غافي يجري محادثات، في مراحل مبكرة، مع الشركتَين اللتَين تنتجان لقاحَي الوقاية من جدري "إم بوكس" المستخدمَين على نطاق واسع، وهما "بافاريان نورديك" و"كيه إم بيولوجيكس". وتابعت أنّ الطلبات الرسمية يمكن تقديمها بعد اعتماد اللقاحَين.

يُذكر أنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية لم تتقدّم بعد بطلب رسمي للحصول على جرعات اللقاح اللازمة، على الرغم من تضرّرها بشدّة من تفشّي جدري "إم بوكس"، علماً أنّها في حاجة إلى ثلاثة ملايين جرعة من اللقاح، بحسب ما لفتت إليه وزارة الصحة الكونغولية أمس الخميس.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون