23 جثة "مغلفة" في أكياس بلاستيكية عُثِر عليها مقطعة الأوصال في شوارع العاصمة الكولومبية بوغوتا منذ يناير/ كانون الثاني، مثيرة الذعر بين سكان المدينة، في مؤشر على تصاعد العمليات الانتقامية بين العصابات الفنزويلية المتناحرة.
ويوضح وزير الأمن، أنيبال فرنانديز دي سوتو، أن هذه الجثث نتيجة "عمليات قتل عنيفة إما خنقاً أو بواسطة الأسلحة النارية أو حتى بالسكاكين وتتم بكثير من القسوة".
ويقود أثر الدماء إلى ثمانٍ من المناطق الـ19 في المدينة التي عانت من الجريمة المنظمة، لكنها نجت من الأسوأ الذي شهدته كولومبيا على مدى عقود من العنف.
وتُحمّل عصابتا "ترين دي أراغوا" و"لوس ماراكوتشوس"، اللتان تشكّلتا في فنزويلا، إلى جانب مجموعة ثالثة لم يجرِ التأكد من هويتها بعد، مسؤولية عمليات القتل الأخيرة.
وقال فرنانديز دي سوتو: "ترتبط عمليات القتل الـ23 الفظيعة التي شهدناها والتي عثر فيها على جثث داخل أكياس بنزاع بين مجموعات إجرامية تقاتل من أجل السيطرة على عائدات غير مشروعة".
وأضاف المسؤول الذي يشرف على قوة خاصة تضم 1300 عنصر في الشرطة والمخابرات أن حرب العصابات "تتصاعد".
مراكز تعذيب في العاصمة
من جانبها، أكدت الشرطة وجود "منازل تقطيع" ومراكز تعذيب في العاصمة، أشبه بتلك التي اكتُشفت في مناطق نائية تسيطر عليها مجموعات لتجارة المخدرات تنخرط في أعمال قتالية، وتبتز الأعمال التجارية المحلية.
ويشير فرنانديز دي سوتو إلى أن الضحايا أعضاء في عصابات متناحرة ولدى معظمهم سجلات جنائية، مضيفاً: "يرهبون (خصومهم) عبر طريقة عمل مروعة".
تحالف الدم: تهريب مخدرات وغسل أموال
وتفيد صحيفة "إل تييمبو" بأن المجموعة الثالثة "خلية مافيا مكسيكية" تقيم علاقات قوية مع كارتل "سينالوا"، المعروفة أيضاً، بحسب ويكيبيديا، باسم منظمة «غوزمان لويرا» واتحاد وتحالف الدم، وهي منظمة دولية لتهريب المخدرات، وغسل الأموال، والجريمة المنظمة، تم تأسيسها في أواخر الثمانينيات.
عصابة "ترين دي أراغوا": استغلال المهاجرين
واشتبهت السلطات منذ العام الماضي بأن عصابة "ترين دي أراغوا" حاضرة في بوغوتا حيث يقطن ربع المهاجرين الفنزويليين المقيمين في كولومبيا والبالغ عددهم 1.8 مليون شخص.
وكان أفراد من العصابة قد عبروا الحدود إلى إدارة نورتي دي سانتاندير حيث اشتبكوا مع "جيش التحرير الوطني"، وهي مجموعة ماركسية.
في البداية، "سيطرت (العصابات) على الأراضي المحيطة بالحدود، وفرضت رسوماً على الفنزويليين الذين يعبرون بشكل غير شرعي"، وفق ما أفاد جيريمي ماكديرموت، المدير في مركز InSight Crime المتخصص بأبحاث الجريمة المنظمة.
بعد ذلك، انتشرت في أنحاء كولومبيا ومن بنما إلى تشيلي وفرضت رسوم "حماية" واستغلت المهاجرين الضعفاء، كذلك سُجّل لها حضور في البرازيل والإكوادور والبيرو.
وأشار أمين المظالم المسؤول عن السلامة العامة إلى ارتباط المنظمة بمنشقين عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) التي كانت أكبر مجموعة متمردة في البلاد، إلى أن وقّعت اتفاق سلام عام 2016، وشكلت حزباً سياسياً.
عصابة "لوس ماراكوتشوس": سجون فنزويلا مركز عملياتها
وأما "لوس ماراكوتشوس"، فهي أقل شهرة من "ترين دي أراغوا"، لكنها تنشط في كولومبيا منذ عام 2019.
ويشير إيزاك موراليس، وهو محقق لدى "مؤسسة السلم والمصالحة" PARES، إلى أن "لوس ماراكوتشوس" تبقي "مركز عملياتها في سجون فنزويلا".
وألقت الشرطة القبض على عشرة من أعضاء العصابة، وطلبت من الإنتربول مساعدتها في العثور على خمسة آخرين فروا إلى فنزويلا.
من جهتها كشفت تحقيقات PARES عن أربعة تنظيمات فنزويلية غير شرعية على الأقل ضمن مئة مجموعة إجرامية تنشط في بوغوتا.
وقالت رئيسة البلدية كلوديا لوبيز إن القياديين في "ترين دي أراغوا" نينو غيريرو وجيوفاني يديران المنظمة من سجن في فنزويلا.
(فرانس برس، العربي الجديد)