بلدة جبع الفلسطينية تحتج على مقتل أحد أبنائها بمقاطعة الانتخابات المحلية

12 ديسمبر 2021
تغيب عن البلدة مظاهر الدعاية الانتخابية كما خلت القاعات من المقترعين (العربي الجديد)
+ الخط -

"صفر اقتراع"، هي النتيجة التي سجّلتها بلدة جبع الواقعة إلى الجنوب من مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب إعلان إغلاق الصناديق في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت، أمس السبت، في مئات البلدات والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.
إذ أجمع أهالي بلدة جبع، الذين يزيد عدد أصحاب حقّ الاقتراع منهم عن ستة آلاف وثمانمائة نسمة، ومعهم القائمتان المرشحتان لخوض انتخابات المجلس البلدي، على مقاطعة التصويت، احتجاجاً على ما سموه "تهميش البلدة"، والظروف التي رافقت مقتل الطالب مهران خليلية، خلال شجار أمام الجامعة العربية الأميركية في جنين بداية الأسبوع الماضي، وما تلا ذلك من مواجهات عنيفة بين شبان البلدة والأمن الفلسطيني، أسفرت عن اعتقال نحو خمسين شخصاً، ما زالوا موقوفين حتى اللحظة. 
وجاب مراسل "العربي الجديد" شوارع بلدة جبع التي كانت شبه خالية من المارة، وتغيب عنها مظاهر الدعاية الانتخابية، كما خلت القاعات من المقترعين، فيما حضرت فيها الطواقم التابعة للجنة الانتخابات المركزية.
وفي بيان كُتب بخط اليد، أعلنت الكتلتان المتنافستان؛ "أبناء البلد" و"التنمية والبناء"، اتفاقهما على مقاطعة الانتخابات "احتراماً لدمّ الشاب مهران، ووقوفاً عند مسؤولياتهم وواجبهم في هذه الظروف الاستثنائية، وحفاظاً على قيم الإخاء والوحدة".
وأكّدتا أنهما ستلزمان أعضاء القائمتين بالاستقالة مباشرة، وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، في حال فوز أيّ عضو بسبب تجاوز الاتفاق المبرم. 
وقال رئيس قائمة التنمية والبناء، جمال خليلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتخابات حقّ مكفول للجميع، ولم نجبر أحداً على عدم التوجه لصناديق الاقتراع. لكن قلب "المجتمع الجبعاوي" كان واحداً، وكان الالتزام بعدم المشاركة في عملية التصويت ذاتياً".
وتابع خليلية: "الرسالة واضحة وهي أنّ جبع مكلومة، وهي ترفع صوتها بأن كفى للقتل والاستهتار بالأرواح، ونريد القصاص العادل ممن قتلوا ابننا مع سبق الإصرار والترصد".

من جهته، أكّد مدير الحملة الانتخابية لقائمة "أبناء البلد"، معتصم أبو عون، لـ"العربي الجديد"، أنّ الموقف بالمقاطعة أتى بإجماع عشائر وعائلات وتنظيمات بلدة جبع، التي نجحت في خطوتها هذه بلفت الأنظار إلى الجريمة النكراء التي جرت فيها، بهدف الضغط على الجهات المختصّة بضرورة إنصاف المظلومين وإعادة الحقوق لأصحابها وإنزال العقوبة الرادعة بحق من اقترفها.
وتابع أبو عون: "نحن لا نعاقب أنفسنا ولا نعاقب أحداً، ولو كان الأمر كذلك لما سمحنا بفتح المدارس وتحويلها لمراكز اقتراع ولما استقبلنا لجنة الانتخابات وموظفيها الذين وفّرنا لهم كل الأجواء المناسبة للقيام بدورهم".
وسبق أن أعلن أعضاء المجلس البلدي في جبع، قبل يومين، استقالتهم بسبب "الأوضاع الراهنة"، وعدم الاستجابة لمطالب أهالي البلدة إثر مقتل الشاب خليليّة.
وشهدت مداخل بلدة جبع مواجهات عنيفة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، على مدار أيام، بعد أن أغلق عدد من الشبان الطريق القريبة منها التي تصل محافظتي جنين ونابلس، للمطالبة بمحاسبة منفّذي جريمة قتل الطالب مهران. وبعد المواجهات شنّت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات لعدد من أبناء البلدة، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات.
من جهته، أوضح المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية، فريد طعم الله، في تصريح له، أنّ اللجنة قامت بدورها على أتمّ وجه، بتوفير مراكز الاقتراع ومراقبين، أسوة بكل المناطق التي جرت فيها الانتخابات، لكن قرار عدم التوجه للتصويت كان من طرف أهالي بلدة جبع بسبب الظرف الذي تعيشه.
ووفق القانون، فإنّ القرار بشأن المجلس البلدي في جبع، في ظلّ عدم إجراء الانتخابات فيها، سيعود إلى وزارة الحكم المحلي، التي سترفعه إلى رئاسة الوزراء، حيث ستتم معاملتها على غرار المناطق التي لم تجرِ فيها الانتخابات في هذه المرحلة وتأجيلها إلى المرحلة الثانية التي من المقرّر أن تجرى في مارس/ آذار من العام المقبل.

المساهمون