بعد مضي عقد على ثورة 11 فبراير/شباط 2011 في اليمن، لا يزال اليمنيون يتمسكون برمزية وقوة هذه المحطة، مستذكرين الحناجر التي خرجت إلى الشارع تصدح من شمال اليمن وحتى جنوبه، تنشد التغيير وتحلم بغد أفضل.
ورغم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمنيون جراء الحرب، وشحّ فرص السلام التي تقودها الأمم المتحدة، فإنهم مصرّون على قيم ثورة فبراير، باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء الحرب "التي داست على الأخضر واليابس".
الفنان التشكيلي عبد اللطيف العبصري، أحد شباب ثورة فبراير، لم يستسلم للإحباط الذي أصاب رفاقه نتيجة عدم تحقيق أهداف ثورتهم، بل ظل متمسكاً بحلمه فاستقر به الحال بدكان صغير في ساحة التغيير بصنعاء يرسم الثورة والشهداء والجرحى والمعتقلين ويذكر الناس بمجد فبراير.
يقول العبصري لـ"العربي الجديد": "آمنت بالثورة منذ يومها الأول وكنت في مقدمة الصفوف وتصدرت الهتافات لإسقاط النظام الفاسد، إنها أيامنا الجميلة التي نتذكرها كلما حل هذا الشهر، الثورة السلمية الصادقة في وجه الظلم والاستبداد". ويضيف: "ثورتنا لم تنته بعد الحرب، قطعت طريقها لكنها ستنتصر فنحن لا تتعبنا الثورات".
ويشير العبصري إلى أنّ هناك العديد من الثوار الذين جمعتهم ساحة التغيير وتقاسموا رغيف الخبز سوياً، أثرت عليهم الحرب واليوم هم مشردون في الشوارع وباتوا يسكنون أرصفة صنعاء، ومنهم من تأذت نفسيتهم.
في السياق، يقول الكاتب محمد المياحي لـ"العربي الجديد"، إن "ثورة 11 فبراير مستمرة، حتى ينعم اليمنيون بدولة مدنية وحياة كريمة، لقد شكلت لدينا خارطة طريق لرسم معالم المستقبل وحلمنا لاستعادة حقنا في العيش بحرية وكرامة".
ويشير إلى أن فبراير والربيع العربي بمجمله كانا مخرجا للجميع بمن فيهم أولئك الذين تآمروا ضدهما.
من جهته، يقول المدير التنفيذي في منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، عبدالرشيد الفقيه، إنّ كل من تصدروا المشهد كبدائل مضادة في إجهاض الربيع العربي فشلوا وزادت قناعة الناس بأن الخيار الوحيد لمستقبل الأجيال هو التحرر وتحقيق الحلم المنشود بدولة المواطنة والقانون ودولة المؤسسات.
ورغم كل المرارة والصعوبات، ما يزال شهر فبراير يشكل محطة مفصلية في حياة اليمنيين، من أجل الوقوف عند ما حققته الانتفاضة الشعبية التي شكلت ساحة الحرية في مدينة تعز مهدها الأول، قبل أن تتوسّع إلى 40 ساحة على امتداد 18 مدينة يمنية. واليوم، مع حلول الذكرى العاشرة لثورة فبراير، لا يزال الأمل ينبض في نفوس الكثيرين بأن الربيع سيزهر ولو بعد حين.