تونس: وقفة تضامنية مع عائلات المفقودين في جرجيس

14 أكتوبر 2022
خلال الوقفة التضامنية (العربي الجديد)
+ الخط -

انتقدت العديد من المنظمات والجمعيات التونسية التعاطي السلبي للدولة وأجهزتها مع ملف الهجرة، وخصوصاً مفقودي مركب جرجيس الـ18، ومن بينهم قصر ورضيعة عُثر على جثثهم، مؤكدين أن الاحتقان الاجتماعي بجرجيس جنوب تونس لن يهدأ.

ونظمت هذه الجمعيات وقفة احتجاجية وسط العاصمة تونس، مساء اليوم الجمعة، تضامناً مع أهالي مدينة جرجيس جنوب شرق تونس التي تشهد حالة احتقان شديدة منذ أيام.

ومن بين هذه المنظمات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وأصوات نساء، واللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وجمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات، والمرصد التونسي لحقوق الإنسان وغيرها.

وأكد المحتجون أن السلطات الجهوية أقدمت على عمليات دفن سريع لجثث مهاجرين جرى انتشالهم من البحر من دون احترام ما يتوجب فعله أثناء هذه الأزمات، الأمر الذي فاقم معاناة العائلات وإحساسها بمحاولة الدولة التعتيم على معاناتها، وإقفال الملف في أسرع وقت ممكن، مطالبين بوضع حد لسياسات الدولة وأجهزتها المحبطة، والدعاية المضللة التي لم تراع واجباتها تجاه مواطنيها، أو معاناة أهالي المفقودين وأهالي جرجيس. 

وقال رئيس "جمعية الأرض للجميع" عماد السلطاني لـ"العربي الجديد": "وقفة اليوم هي للتضامن مع أهالي جرجيس في ظل الكارثة الإنسانية التي وقعت"، مبيناً أن "تونس تنزف لأنه لا يوجد فقط مركب جرجيس، بل هناك مراكب بنزرت وطبربة والمهدية ورفراف وتقريباً كل الشريط الساحلي الذي يلفظ يومياً جثثاً". وأضاف أنه "لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر ويتواصل فقدان أبناء تونس".

ولفت إلى أن "مثل هذه السياسات فاشلة، وللأسف لم يخرج أي مسؤول للتوضيح"، مشدداً على أن "تونس لا يجب أن تلعب دور الحارس الأمين للبحر الأبيض المتوسط".

من جهته، قال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير لـ "العربي الجديد": "التعامل مع ملف جرجيس كشف عجز السلطة ومعاناة الأهالي، وهناك نحو 500 تونسي مفقود منذ بداية السنة إلى حد الآن". أضاف: "اليوم هناك حرقة في قلب الأمهات في جرجيس، ولا بد من خطة وطنية يشارك فيها الحرس البحري والبحارة والمنظمات وجميع الأطراف لوضع خطة للإنقاذ في حالات فشل عمليات الهجرة".

وبين أن "تونس ليس لديها أي خطة وطنية للتعامل مع ملف الهجرة، سواء المغادرين سراً أو المرحلين قسراً"، مؤكداً أن "هناك مآسي في الهجرة البرية عبر صربيا وتركيا".

أما المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، فرأى أن "التحية اليوم هي لأهالي ومواطني وبحارة جرجيس الذين قدموا درساً ضد جحود الدولة وتقاعسها في واجبها". وأضاف أن "أهالي جرجيس قدموا منذ 21 سبتمبر/ أيلول ملحمة نضالية لكشف الحقيقة التي عرفتها أمواج البحر"، مبيناً أن "الحقيقة برزت مع الجثث التي دفنت تحت اسم مجهول في مقبرة للغرباء". وأضاف أن "كل الأجهزة في مدنين سعت للتغطية على الحقيقة من خلال الدفن السريع لبعض الجثث من دون احترام التقاليد المتبعة".

في هذا الإطار، أكد الناشط علي فلاح أن "هذه الوقفة لن تكون الأخيرة وجرجيس لن تهدأ، وستكون بداية سقوط الدولة في جرجيس، ولن يوضع فيها أي صندوق ولن تقام انتخابات"، مبيناً أن "ما حصل جريمة دولة وستجري المحاسبة".

المساهمون