تونس: كبار السن أبرز المتخلفين عن تلقّي لقاحات كورونا

05 سبتمبر 2021
تتطلّع السلطات الصحية إلى تحصين 2.6 مليون شخص (حسن مراد/Getty)
+ الخط -

شكّلت الفئة العمرية التي تجاوزت الـ40 عاماً، الشريحة الأكثر تخلفاً عن حملات التطعيم ضدّ فيروس كورونا في تونس، رغم التسهيلات المتعدّدة التي منحتها السلطات الصحية لمن تجاوزوا الأربعين  للتحصين ضد الفيروس، سواءً داخل مراكز التعطيم أو في الصيدليات الخاصة.

ولا تزال مراكز التلقيح تسجّل نسباً مرتفعة في عدد المتخلّفين عن تلقّي اللقاح ممّن تمّت دعوتهم عبر الرسائل القصيرة أو خلال الأيام المفتوحة التي تنظّم نهاية كلّ أسبوع، بهدف رفع النسبة العامة للمناعة في البلاد.

وللأسبوع الرابع على التوالي، تنظّم السلطات الصحية التونسية الأيام المفتوحة للتحصين ضد الفيروس لمن تجاوزوا سن الأربعين، مع السماح لغير المسجّلين على المنصة الخاصة بالتقدّم للمراكز للحصول على اللقاح.

وقالت عضو اللجنة الوطنية للقاح، رافلة تاج، إنّ السلطات الصحية تتطلّع للوصول إلى تحصين 2,6 مليون شخص بشكل كامل ضد الفيروس، مع إتمام الحملة الرابعة للتلقيح المكثّف، واعتبرت أنّ بلوغ هذا العدد يساعد على الارتقاء بالمناعة العامة إلى نحو 30 بالمائة.

وأكّدت تاج، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ السلطات الصحية تسعى إلى تذليل كل العقبات التي تحول دون إقبال الشريحة العمرية التي تجاوزت سن الأربعين على اللقاح، مشيرة إلى أنّ فئة الشباب أبدت حماسة أكبر لتلقي اللقاح، مع تلقيح أكثر من 180 ألف شاب تجاوزوا سن 15 سنة، خلال حملة التحصين التي تمّ تنظيمها الأحد الماضي.

وأضافت عضو اللجنة الوطنية للتلقيح أنّ النية تتّجه إلى التعويل أكثر فأكثر على مصالح الطب المدرسي والجامعي مع بداية العام الدراسي، من أجل استكمال تلقيح فئة الشباب من التلاميذ والطلاب وحماية الوسط المدرسي والجامعي من خطر العدوى.

ووفقاً لآخر بيانات رسمية لوزارة الصحة، سجّلت نسبة العدوى الإيجابية انخفاضاً إلى 17 بالمائة، وهي من بين النسب الأضعف التي تسجّل في تونس من أشهر، لكن معدل نسبة الغياب خلال اليوم الوطني لتلقي الجرعة الثانية من اللقاح بلغ 33 بالمائة بشكل عام، و55 بالمائة في محافظة القيروان التي شهدت أعلى نسبة إصابات إبان الموجة الأخيرة.

في المقابل، تقول وزيرة الصحة السابقة ورئيسة قسم الأمراض الصدرية، سميرة مرعي، أنّ خطر العدوى لا يزال قائماً، وأنّ السلطات الصحية مطالبة باستغلال الأسابيع القليلة القادمة من أجل تحصين أكبر قدر ممكن من الكهول ضد الفيروس.

وأفادت مرعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ أكثر الإصابات خطورة بالفيروس أصبحت تسجّل في صفوف الكهول ممن تجاوزوا سن الأربعين ولم يتلقوا اللقاح بعد، مشدّدة على ضرورة التقدم لمراكز التلقيح والحصول على جرعات التطعيم للتحصين ضد الفيروس.

وأشارت المتحدثة، في سياق متصل، إلى أنّ اعتماد شهادة التلقيح قد يكون محفّزاً من أجل إجبار المتخلّفين عن التلقيح للحصول على الجرعات اللازمة لحمايتهم ضد الفيروس، مرجّحة أن تسجّل البلاد موجة جديدة من الفيروس، بداية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مع انتشار فيروسات النزلات الموسمية.

المساهمون