تونس في مواجهة تدفق جديد للمهاجرين السودانيين

04 يناير 2024
مهاجر سوداني بمخيم للنازحين في رأس جدير على الحدود الليبية التونسية (Getty)
+ الخط -

دقّت دراسة حديثة أصدرها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في تونس (مدني)، ناقوس الخطر من تداعيات الوضع في السودان على الوضع في منطقة شمال أفريقيا المهددة بتدفقات كبيرة من المهاجرين السودانيين الفارين من الحرب، ولا سيما الأطفال منهم.

ووفقاً للدراسة الصادرة أمس الأربعاء، "فإن بلدان شمال أفريقيا، ومن بينها تونس، ستواجه تحدّيات جديدة نتيجة الضغوط التي فرضها تدفق المهاجرين السودانيين منذ بدء الصراع، ما ينعكس على البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد".

تونس أمام تحديات جديدة

ويرى المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، أن تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين السودانيين يزيد من مخاطر تشغيل العمالة في السوق الموازية، ويشكل ضغطا على مستوى التزود بالمواد الأساسية نظرا لاعتبار السودانيين تونس أرض مقصد وليس نقطة عبور، على خلاف باقي المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الأخرى.

وتحدّث المعهد عن إمكانية تسجيل "ضغوط إضافية على مستوى التزود بالمواد الغذائية الأساسية على اعتبار أن حوالي ثلث اللاجئين من السودان أطفال وذلك على خلاف المهاجرين من الأفارقة جنوب الصحراء الذين عادة ما يعتبرون يداً عاملة نشيطة".

ويقول الباحث في علم الاجتماع المختص في اسياسات الهجرة، خالد الطبابي، إنّ" تواتر الصراعات المسلحة في دول أفريقيا جنوب الصحراء واندلاع الصراع في السودان الذي تسارعت وتيرته خلال الفترة الأخيرة، أديا إلى زيادة موجات الهجرة العابرة للساحل الأفريقي، والتي بلغت حدود شمال أفريقيا، لأنها أصبحت اليوم وبسبب موقعها الجغرافي نقطة عبور رئيسية إلى أوروبا."

تونس أرض إقامة للمهاجرين السودانيين

وأكد المتحدث في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ "المهاجرين السودانيين يعتبرون تونس أرض إقامة، وغالبا ما يبحثون عن تسوية لوضعيات إقامتهم عبر الحصول على صفة اللاجئين استنادا إلى وضعهم كفارين من بؤر نزاع مسلحة" .

وأشار الطبابي إلى أنه "استنادا إلى قوانين الهجرة الدولية، يفترض منح المهاجرين السودانيين صفة لاجئين في مناطق إقامتهم الجديدة، سواء في دول شمال أفريقيا أو الدول الأوروبية وباقي بلدان العالم التي يصلون إليها"، مؤكدا أن" هذه الدول مطالبة بتحمل مسؤولياتها تجاه السودانيين الفارين من الاقتتال في بلادهم" .

وتابع: "للأسف تبقى الاستجابة لطلبات تسوية وضعية لجوء المهاجرين السودانيين ضعيفة ما يجعلهم في وضع هشاشة دائمة".

واعتبر الطبابي أنّ "وضعهم الهشّ يدفعهم إلى العمل في القطاع الموازي المحفوف بالمخاطر، كما يشكل حضورهم المكثف في العديد من المناطق مصدر ضغط على السكان المحليين".

وفي وقت سابق قدّر وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، عدد المهاجرين غير النظاميين في صفاقس، بنحو 17 ألف أفريقي مهاجر، من إجمالي 80 ألف مهاجر في كامل البلاد.

وتشير البيانات الصادرة عن مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس إلى ارتفاع عدد اللاجئين وطالبي اللجوء إلى حدود شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى حوالي 14700 مقارنة بـ9000 إلى حدود ديسمبر من سنة 2022، ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد المهاجرين السودانيين.

وقد ارتفع عدد السودانيين المسجلين لدى مكتب المفوضية إلى قرابة الـ4850 لاجئا وطالب لجوء،  ليحتلوا بذلك المرتبة الأولى أمام السوريين ثم الإيفواريين، بينما كان عددهم إلى حدود شهر يناير/كانون الثاني 2022 لا يتجاوز الـ 513 شخصا بين لاجئ وطالب لجوء.

وتجدر الإشارة إلى أن 4850 لاجئا وطالب لجوء هو العدد المسجل للسودانيين لدى مكتب المفوضية، ولا ينفي ذلك وجود آخرين غير مسجلين ومقيمين بصفة غير نظامية.

المساهمون