تونس: عائلة الجريح الفلسطيني حمزة أحمد تلتقي بطفلتها بعد 7 أشهر من الفقد

14 يونيو 2024
أسرة المصاب الفلسطيني حمزة أحمد، 14 يونيو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استقبلت أسرة المصاب الفلسطيني حمزة أحمد طفلتهم ريتاج في مطار تونس قرطاج بعد أكثر من سبعة أشهر من الانفصال، نتيجة جهود الهلال الأحمر التونسي وسفارة فلسطين في تونس، إثر إصابات خطيرة للوالدين وقصف إسرائيلي دمر منزلهم.
- لحظة لقاء حمزة وزوجته بريتاج كانت مؤثرة للغاية، حيث وصفها حمزة بأنها الأصعب والأجمل في حياته، مؤكدًا على الرابط القوي بينهم رغم الفراق الطويل وأن هذه اللحظة أعادت الروح لهما.
- رغم المعاناة التي عاشتها ريتاج في غزة من مجاعة وسوء تغذية وإصابات، فإن عودتها تمثل بداية جديدة للأسرة لتجاوز المحنة، مع تأجيل فحصها الطبي للاستمتاع بفرحة اللقاء، مسلطة الضوء على أهمية التضامن الإنساني.

تمكّنت أسرة المصاب الفلسطيني حمزة أحمد من استعادة طفلتها ريتاج ذات الـ18 شهراً، بعد أكثر من سبعة أشهر من الفقد والانتظار الصعب، بعد تعرض والديها لإصابات خطيرة ونقلهما للعلاج في تونس.

واستقبلت أسرة المصاب حمزة أحمد، صباح الجمعة، طفلتها ريتاج بمطار تونس قرطاج الدولي قادمة من العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن نجحت جهود الهلال الأحمر التونسي وسفارة دولة فلسطين في تونس في تسهيل إجراءات نقلها لتنام لأول مرة في حضن أبويها منذ تعرضهما لإصابات خطيرة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الـ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قضى 72 فرداً من عائلة الفلسطيني حمزة أحمد بعد أن قصف الاحتلال بنايتهم المكونة من ستة طوابق في مخيم جباليا، لينجو وزوجته وابنته رغم تعرضهم لإصابات خطيرة. ويصف حمزة أحمد لحظات لقائه بطفلته بأنها كانت "الأصعب في حياته، بعد أن كابد الفقد والشوق لطفلته الوحيدة والبكر لأشهر"، مؤكداً أن "الدنيا لم تسع فرحته عند رؤية الطفلة عند مدرج المطار".

أحمد حمزة: ريتاج أعادت لنا الروح أنا وزوجتي

وقال: "عندما حضنا ريتاج، خرّت زوجتي على الأرض وهي تبكي وسجدت لله شكراً لاستعادة فلذة كبدها، وأنا كنت أتابع أخبارها يومياً عبر تطبيقي واتساب وماسنجر منذ أن تركناها في غزة ثم بعد وصولها إلى مصر". وأفاد حمزة في حديثه لـ"العربي الجديد" بأنه "استعاد في لحظات كل السيناريوهات المؤلمة التي عاشها منذ بدأ العدوان على غزة وعدداً من أشياء جميلة فقدها وكم من أحباء ودّعهم إلى الأبد، لكن لحظة لقاء ريتاج أعادت لنا الروح أنا وزوجتي".

وعن ردّة فعل الطفلة أكد المتحدث أنها "تعرفت على والديها منذ اللحظة الأولى"، مشيراً إلى أنها "لم تبارح أحضانهما منذ وصولها، وكأنها تبحث عن أمان فقدته طيلة أشهر". أما عن وضعها الصحي، فقد أكد الوالد حمزة أحمد أن "الهلال الأحمر التونسي طلب منه وزوجته عرض الطفلة، الجمعة، على الطبيب لفحصها، غير أن الأسرة فضلت إرجاء ذلك إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى حتى تستمتع بفرحة لقائها مجدداً".

وتابع "تشكو الطفلة من آثار بعض الشظايا التي أصابتها عند قصف المنزل، كما عانت كذلك من تداعيات المجاعة وسوء التغذية خلال فترة بقائها في القطاع، لكن سنتدارك كل شيء، المهم أنها عادت إلى أحضاننا".

وكانت ريتاج قد تركت في رعاية جدتها المسنة في قطاع غزة، قبل أن يتمكن الأب من إخراجها لاحقاً نحو مصر في انتظار قدومها إلى تونس، إذ تولت أسرة مصرية رعايتها. ويؤكد حمزة أن "سفارة فلسطين في تونس والخارجية التونسية والهلال الأحمر التونسي وعدوا وأوفوا بوعدهم بنقل ريتاج من مصر إلى تونس".

ورغم أن الطفلة ريتاج ذات السنة ونصف كانت تجد عناية جيدة لدى الأسرة التي ترعاها في مصر، لكن حمزة أحمد قال: إنّ "من أقسى اللحظات التي يمكن أن يعيشها المرء أن يرى ابنته تكبر بعيداً عنه وتجبر في سن صغيرة على تحمّل تداعيات حرب قاسية شتتت أسرتها".

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تمكنت سلطات تونس من نقل ما يزيد عن 130 مصاباً فلسطينياً على دفعتين لتلقي العلاج في مستشفياتها، من بينهم من تركوا أطفالهم في القطاع من دون عائل وسط مخاطر القصف والنزوح المستمر.

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر التونسي بثينة قراقبة لـ"العربي الجديد": "إنّ المنظمة تبذل جهداً للم شمل أسر المصابين الذين جرى نقلهم إلى تونس ببذل مساعٍ لجلب أبنائهم الذين بقوا في قطاع غزة أو جرى ترحيلهم إلى رفح".

المساهمون