سجّلت الصيدليات التونسية طلباً غير مسبوق، هذا العام، على لقاحات الإنفلونزا، إذ خضع التونسيون في 24 ساعة إلى أكثر من 150 ألف لقاح بهدف الوقاية من تداعيات الإنفلونزا الموسمية، التي تنتشر في هذه الفترة من السنة.
وأعلنت الصيدليات عن نفاذ الدفعة الأولى من اللقاحات التي تمّ ضخّها في السوق، في ظرف قياسي، بسبب "هجمة" المشترين الذين يرغبون في الوقاية من الأمراض الشتوية التي تتزامن مع انتشار غير مسبوق لفيروس كورونا في البلاد، وتسجيل معدّلات قياسية يومياً في أعداد المصابين.
وفسّر كاتب عام نقابة الصيادلة، نوفل عميرة، نفاد كميات اللقاح في ظرف وجيز، بسوء الترتيب لحملة التلقيح التي تنطلق يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول، في كلّ دول العالم. وأشار إلى أنّ دعوة وزارة الصحة التونسيين إلى أخذ اللقاح، دون تحديد الفئات المستهدفة، تسبّبت في ضغط كبير على الصيدليات.
وأكّد عميرة في تصريح لـ"العربي الجديد"، زيادة الصيدلية المركزية في المشتريات السنوية للقاح الإنفلونزا الموسمية بنسبة 20 بالمائة، غير أنّ الخوف من فيروس كورونا تسبّب في زيادة الطلب على اللقاح. وأكّد أنّ هذا اللقاح موجّه أساساً لحماية فئة معيّنة من الناس، هم كبار السن والحوامل والمصابون بالأمراض المزمنة دون غيرهم.
وطالب عميرة بترشيد توزيع وبيع اللقاح، لضمان حقّ الفئات المعنيّة بهذا الدواء وإعداد خطة تسويقية وإعلامية تقودها وزارة الصحة، قبل ضخّ كميّات جديدة في السوق.
وانطلقت في تونس، الأسبوع الماضي، حملة للتلقيح ضدّ الإنفلونزا، حيث تمّ توفير أول قسط من اللقاح، جزء منه تمّ توجيهه لمؤسسات الصحة الحكومية، أمّا الجزء الثاني فتمّ توزيعه على الصيدليات الخاصة،كما تمّ تحديد سعره بـ15 ديناراً (5,5 دولار).
وشدّد عضو اللجنة العلمية القارة لمكافحة كورونا، حبيب غديرة، على أهمية أخذ اللقاح ضدّ الإنفلونزا الموسمية، خاصة لمن تجاوزوا سن 65، وللمصابين بالأمراض المزمنة والحوامل ومن يشكون من ضعف المناعة دون غيرهم.
وقال غديرة إنّ التلقيح لا يحمي من الإصابة بكورونا، لكنه يقلّل من الخلط بين أعراض الإنفلونزا الموسمية وكورونا، مؤكداً أنّ الأمراض الفيروسية الناتجة عن الإنفلونزا الموسمية تتسبّب في وفيات سنوية كذلك، وتستهدف خاصة الفئات المعنيّة بالتلقيح، الأمر الذي يوجب حمايتهم.
وأضاف المتحدّث أنّه يتمّ اقتناء سنوياً 300 ألف جرعة من اللقاح، توزّع بين القطاع العام والصيدليات الخاصة، غير أنّ ظروف الجائحة والخوف من الوفيات، استوجبا زيادة كميات اللقاح المورّد بنحو 60 ألف جرعة. وشدّد على ضرورة ترشيد المبيعات والتوزيع لتجنّب نفاد الكميات في وقت قياسي، وذهاب اللقاحات لغير مستحقيها، وفق قوله.
وأعلنت الصيدلية المركزية التونسية أنّه سيتمّ توزيع دفعة ثانية من لقاح الإنفلونزا الموسمية، عبارة عن 40 ألف جرعة، بداية من اليوم الخميس، وأنّ دفعات أخرى ستضخّ في السوق على امتداد فترة التلقيح التي تتواصل إلى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ سنة.