تونس: حالات التسمّم الغذائي في ذروتها صيفاً

تونس: حالات التسمّم الغذائي في ذروتها صيفاً

15 اغسطس 2023
الشروط الصحية لحفظ الأغذية تحمي من التسمّم (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

تسجل تونس سنوياً عشرات حالات التسمّم الغذائي التي تشمل خصوصاً تلاميذ خلال موسم الدراسة، ومشاركين في أعراس ومناسبات يشهدها الصيف، بسبب عدم التقيّد بشروط النظافة وحفظ الأغذية، خصوصاً خلال ارتفاع درجات الحرارة
تؤكد وزارة الصحة أن الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة تؤدي إلى تلوّث الأغذية، وتوصي باتباع قواعد السلامة الصحية التي تتضمن غسل اليدين قبل إعداد وتناول الطعام وبعده، وبعد استخدام دورات المياه، وغسل الخضار والغلال جيداً بماء صالح للشرب، كما تنصح باستعمال مواد غذائية سليمة مع التثبت من حالة المعلبات، وتاريخ انتهاء الصلاحية، والتزود بالمواد الغذائية من المحال المعتمدة، وتجنب اقتناء منتجات معروضة في الشوارع، والتي تتعرض لأشعة الشمس، وملوّثات من أنواع مختلفة. 
وتوصي الوزارة بضرورة تنظيف وتطهير أواني الطبخ والأسطح وألواح التقطيع المستعملة في المطبخ مباشرة بعد استخدامها، والحفاظ على نظافة الثلاجة باستمرار، ومنع دخول الحشرات مثل الذباب والصراصير إلى المطبخ من خلال الحفاظ على نظافته باستمرار، ووضع ناموسيات على الفتحات، مع ضرورة استعمال مياه صالحة للشرب لإعداد الطعام والتنظيف، وتجنب استخدام مصادر مياه غير مأمونة مثل الشاحنات المتجوّلة لبيع المياه. 
وتشدد وزارة الصحة من خلال نشرات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة حفظ الأغذية في درجات حرارة مناسبة، ووضع الأطعمة المطبوخة التي لم تستهلك في الثلاجة حين تبرد، وخلال فترة ساعتين من إعدادها في حد أقصى، مع ضرورة التقيّد بهذه التوصيات. 

وأكدت وزارة الصحة في تقارير سابقة أنّ فرقها المكلفة مراقبة شروط السلامة الصحية للأغذية رصدت آلاف التجاوزات، ما مهّد لحجز وتلف مئات الأطنان من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك، وإغلاق كل المحلات التي خالفت شروط حفظ المواد الغذائية. 
ويخبر مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط في وزارة الصحة، محمد الرابحي، "العربي الجديد"، أن الوزارة شكلت فريق مراقبة مكلف تنفيذ عمليات مراقبة مفاجئة لمحلات بيع المواد الغذائية والمطاعم والمقاهي طوال السنة، التي تتكثف خلال فترة الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، وذلك للتأكد من التقيّد بشروط حفظ المواد الغذائية، خصوصاً تلك المصنّفة بأنها سريعة التلف، وتوفر برادات مناسبة، والتأكد من صلاحية المنتجات المعروضة أو المواد الغذائية الجاهزة في المطاعم. وتعاين فرق المراقبة نظافة المحلات، وتأخذ عينات من مواد الغذائية لتحليلها في مختبرات. 

تتطلب أنواع اللحوم والحليب ومشتقاته والأسماك درجات تبريد عالية (ياسين قايدي/ الأناضول)
تتطلب أنواع من الأغذية درجات تبريد عالية (ياسين قايدي/ الأناضول)

ويكشف الرابحي تسجيل أكثر من 200 حالة تسمم في كل المحافظات هذا العام، موضحاً أن أكثر من نسبة 60 في المائة منها سُجلت في مناسبات عائلية، خصوصاً الأعراس خلال فترة الصيف، بسبب عدم حفظ الكميات الكبيرة من الطعام بطريقة صحية، وعدم توفير تبريد كافٍ لها في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وتقديمها للمدعوين بعد ساعات من تحضيرها. ويشير إلى عدم احترام القواعد الصحية في المناسبات العائلية مثل حفلات النجاح والأعراس. 
من جهته، يتحدث المتخصص في علم الفيروسات، محجوب العوني لـ"العربي الجديد" عن "أن أعراض التسمّم الغذائي تتمثل بالإسهال وآلام المعدة والبطن، وصولاً إلى فقدان الوعي أحياناً. وتسجل تونس حوادث عدة لتسمّم جماعي بسبب تلوّث المواد الغذائية بجراثيم وبكتيريا، وخصوصاً في المناسبات".
يضيف: "حتى إحصاءات وزارة الصحة غير دقيقة، إذ يتعرض العديد من الأشخاص لتسمّم، لكنهم لا يقصدون مستشفيات أو مراكز صحية لتلقي العلاج، ويتقيّدون فقط بأخذ أعشاب أو شراء مسكنات من صيدليات، رغم أن أنواع بكتيريا خطرة تسبب التسمّم، بينها السالمونيلا والشيغيلا، وكلتاهما تهدد حياة الإنسان، ما يحتم أخذ الحذر واللجوء إلى متخصصين".

ويحدد العوني أنواع المواد الغذائية سريعة التلف، باللحوم والحليب ومشتقاته، إضافة إلى الأسماك، و"كلها تتطلب درجات تبريد عالية وحفظاً بطريقة خاصة، لكن باعة أو حتى عائلات لا يهتمون للأمر، لذا تسجل حالات تسمّم كبيرة في المناسبات، سواء بسبب عدم حفظ الأغذية وفق الشروط الصحية، أو بسبب عدم طهو بعض الأطعمة جيداً".
وتعاني غالبية المناطق والمحافظات، وخصوصاً تلك الداخلية، من الانقطاع المتكرر للمياه بسبب الجفاف الذي سجلته تونس خلال السنوات الأخيرة، واتباعها نظام توزيع المياه عبر حصص. وقد يستمر انقطاع المياه أياماً أو حتى أسابيع في بعض المناطق، فيما قد يستخدم سكان الريف مياه آبار غير مراقبة أو من أودية وبحيرات.

المساهمون