تراجعت نسبة إقبال التونسيين على مراكز التلقيح ضد فيروس كورونا في الفترة الأخيرة رغم توفّر جميع أنواع اللقاحات والحملات التوعوية اليومية المكثّفة ودعوات الأطباء إلى عدم التراخي ومواصلة الحذر حتى لا تشهد البلاد موجة جديدة من الجائحة.
ومع انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا وحالات الوفاة وتراجع الضغط على المستشفيات، تغيّر سلوك التونسيين وزاد العزوف عن تلقي اللقاح بأعداد كبيرة وملفتة، آخرها ما أعلنت عنه وزارة الصحة التونسية عن تخلّف حوالي 100 ألف من المدعوين لتلقي التطعيم ضد كورونا بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث لم يتم تلقيح سوى 29 ألفاً و519 شخصاً ضد كورونا من مجموع 127 ألفاً و655 من المدعوين لتلقي اللقاح.
أمام هذا الوضع، اضطرت وزارة الصحة التونسية أخيراً إلى تغيير استراتيجيتها في حملة التلقيح، وسخّرت أماكن عامة لتصبح مراكز للتطعيم، من بينها الكليات والجامعات والمعارض.
ولأول مرة تتوجّه حملة اللقاحات إلى المساجد، إذ بدأت كلّ من وزارتي الصحة والشؤون الدينية، اليوم الجمعة، بتنظيم عمليات تلقيح مكثفة في المساجد، على كامل تراب الجمهورية، بعد صلاة الجمعة. وستتواصل العملية يوم الجمعة المقبل، في الموعد نفسه، في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ كوفيد 19.
وأكدت مديرة التوعية الاسلامية بوزارة الشؤون الدينية سنية الدريدي أنّ "التوجه إلى الجوامع لتأمين عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا، يأتي في إطار دعم جهود الدولة في الحملة الوطنية للتلاقيح، كما في إطار حثّ الناس على الإقبال على هذه العملية من أجل الوقاية".
وأضافت الدريدي، في تصريح إعلامي، أنّ "الجوامع المعنية بهذه الحملة هي التي تُصلى بها صلاة الجمعة، وعددها 4700 جامع، منها 500 جامع بمحافظات تونس الكبرى. ومن المفترض أن يتم في اليوم الأول من الحملة توفير أكبر عدد ممكن من اللقاحات بأكبر عدد ممكن من الجوامع، على أن تتم تغطية البقية في الأسبوع المقبل".
من جهته، أكّد الدكتور سمير عبد المؤمن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "وجود فريقي اليوم أمام أحد الجوامع بالعاصمة لتأمين عملية التلقيح ضد كورونا، يأتي في إطار تكثيف الجهود من أجل حثّ التونسيين على تلقي اللقاح، بعدما تراجعت نسبة إقبالهم دون المطلوب وبشكل يثير المخاوف من أن تذهب كل الجهود طيلة الأشهر الماضية سدى".
وأضاف عبد المؤمن أنّ "تونس مطالبة إلى حدود نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على أقصى تقدير، بتحقيق نسبة تلقيح تعادل 75% من التونسيين، حتى نحقق ما يسمى بالمناعة الجماعية ولا نعيش موجات جديدة مثل تلك التي مررنا بها في الشهرين الماضيين، وبالتالي على وزارة الصحة التونسية أن تُكثّف من الحملات التوعوية، وتُعدّل أكثر على استراتيجية حملة التلقيح الوطنية والذهاب إلى حيث يوجد التونسيون بكثافة، على غرار المعارض والتظاهرات الثقافية والأماكن العامة المفتوحة والمغلقة".
ويرى الطبيب التونسي أنّ "على السلطات أن تتعامل مع الوضع بجدية وصرامة أكثر، وأن تقنن مسألة شهادة التلقيح ويصبح إظهارها شرطاً للدخول إلى أماكن العمل أو الفضاءات العامة أو المساحات التجارية التي يمكن أن تشهد اكتظاظاً، ويصعب فيها مواصلة تطبيق التباعد الاجتماعي".
وكانت وزارة الصحة قد أكّدت في بلاغها اليومي حول تقدّم الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا التي انطلقت خلال شهر مارس/آذار الماضي، أنّ 3.992.462 شخصاً تلقوا لقاحات كورونا، وهم يتوزّعون بين 3.134.312 تلقوا الجرعتين و362.914 تلقوا جرعة واحدة من لقاح "جونسون آند جونسون"، و495.236 من المصابين سابقاً بكورونا تلقوا جرعة واحدة من اللقاحات.
ولفتت الوزارة إلى أنّ عدد المسجّلين بمنظومة "إيفاكس" لتلقي اللقاح ضد كورونا بلغ، صباح اليوم الجمعة، 6.425.589 شخصاً، داعية في هذا الصدد كل الراغبين/ات في تلقي اللقاح إلى المبادرة للتسجيل على منظومة "إيفاكس" للتسجيل عن بُعد.