أعلنت وزارة الصحة التونسية، أمس الثلاثاء، تسجيل صفر وفيات من جراء كوفيد -19، وذلك لأول مرة منذ ما يزيد عن 13 شهرا فقدت خلالها البلاد 25046 شخصا، وكاد القطاع الصحي يصل إلى مرحلة الانهيار في يوليو/تموز الماضي.
وقالت وزارة الصحة في التقرير اليومي إن "مستشفيات البلاد لم تسجّل أية وفاة من جراء كورونا، فيما انخفض عدد المصابين بالمستشفيات الحكومية والخاصة إلى 689، من بينهم 53 تحت التنفس الاصطناعي".
وتبرز البيانات الرسمية أن عدد الوفيات خلال الأسبوعين الأخيرين انخفض بشكل لافت مقارنة بالأشهر الماضية، ولم يتجاوز 20 وفاة، وذلك تزامنا مع تقدم حملة اللقاح، وتحسن المناعة العامة التي بلغت 80 في المائة.
وقالت نجاة الخميري، وهي رئيسة التمريض بقسم كوفيد-19 بمستشفى جهوي في محافظة باجة (شمال غرب)، إن "أصوات سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المرضى، ومشاهد المصابين الذين ينتظرون جرعات الأوكسجين أصبحت من الماضي بعد أن نقلت الصور من ذات المستشفى في يوليو الماضي، مشاهد صادمة لمصابين على أعتاب المؤسسات الصحية ينتظرون الإغاثة.
وأكدت الخميري لـ"العربي الجديد"، أنّ أغلب الأقسام التي فتحت لقبول مرضى كوفيد-19 أغلقت، وعادت لنشاطاتها السابقة في اختصاصات طبية أخرى، فيما لا يتجاوز عدد المصابين الذين يراجعون على المستشفى يوميا أغلبهم يحتاجون إلى جرعات أوكسجين، ولا يصنفون ضمن الحالات الخطرة، وأغلب المصابين الجدد ممن تجاوزوا الأربعين، ولم يتلقوا اللقاح، مشددة على أهمـية اللقاح في حماية الأرواح والحد من الوفيات.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، احتفى التونسيون بعدم تسجيل وفيات من جراء فيروس كورونا عبر منشورات تعبّر عن سعادتهم ببلوغ هذه النتائج بعد معاناة استمرت أكثر من سنتين في مكافحة الوباء.
لكن الهوّة بين رقم المدعوين لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح وعدد المستجيبين لا يزال يكشف أن فئة من التونسيين يرفضون تحصين أنفسهم ضد الفيروس، إذ تبيّن أحدث بيانات وزارة الصحة أن 34600 مواطن فقط استجابوا لتلقي التلقيح من مجموع 114600 جرت دعوتهم.