تمكّنت وحدات الدفاع المدني التونسي من السيطرة على حريق جبل بوقَرنَين في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، في حين تكشف التقديرات الأولية للخسائر تضرّر مساحات شاسعة من الثروة الغابية في أكبر متنفّس طبيعي لإقليم تونس الكبرى. وأعلن الدفاع الوطني، اليوم الأربعاء، نجاح وحداته بمساعدة جزائرية في السيطرة على النيران بنسبة 90 في المائة، وسط توقعات بالسيطرة الكاملة على النيران في الساعات المقبلة.
والدفاع المدني الذي أعطى الأولوية ليل أمس الثلاثاء لحماية التجمّعات السكنية القريبة من الجبل من النار، لم يعلن عن تسجيل أيّ خسائر بشرية أو مادية. لكنّ "الخسائر في الغطاء الغابي أتت كبيرة جداً" بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة، موضحاً أنّ "تحديد مساحة الغطاء الغابي التي أتلفها الحريق سوف تُحدّد في وقت لاحق، بعد السيطرة الشاملة على النيران".
أضاف تريعة لـ"العربي الجديد" أنّ "طائرات تابعة لجيش الطيران التونسي وأخرى جزائرية تواصل مكافحة آخر جيوب النيران في قمم الجبل التي لم تتمكّن وسائل الدفاع من الوصول إليها بواسطة مركبات الإطفاء". ولفت إلى "إمكانية السيطرة الشاملة على النيران، قبل مساء اليوم الأربعاء، في حال توفّرت العوامل المناخية المناسبة وتراجعت قوّة الرياح التي تسبّبت في انتشار الحريق على مساحات شاسعة".
وتابع تريعة أنّ "الدفاع المدني حصل على الدعم الجزائري بعد وصول طائرات الإطفاء، في انتظار وصول 30 شاحنة من الجزائر لمعاضدة المجهود الوطني في مكافحة حريق جبل بوقرنين".
وكان سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس قد أمضوا ليلة صعبة في مراقبة تقدّم النيران، في حين سادت حالة من الأسى بسبب الخسائر التي خلّفها الحريق في أكبر متنفّس غابي وطبيعي في المنطقة التي تعرف كثافة سكانية عالية.
وعبّر شرف الدين اليعقوبي، وهو أحد سكان الضاحية الجنوبية، عن حزنه إزاء ما آل إليه الجبل، في منشور على حسابه على موقع فيسبوك، فكتب أنّ من يعرف علاقة السكان بجبل بوقرنين يستطيع أن يفهم حجم الوجع عندما يرى الجبل وهو يحترق أمامه. بالنسبة إلى اليعقوبي فإنّه مع كلّ شجرة تحترق، فإنّ ذكريات كثيرة من طفولة الذين مرّوا من المكان تحترق كذلك. أضاف أنّ الجبل "هو المتنفّس الطبيعي لكلّ متساكني المنطقة وأنّ نيران الوجع تلتهم محبّي جبل بوقرنين".
وجبل بوقرنين الذي نشبت فيه النيران، أمس الثلاثاء، هو جبل يقع في الشمال الشرقي من تونس على مقربة من مدينة حمام الأنف. والجبل الذي يبلغ ارتفاعه 576 متراً يضمّ محمية وطنية هي الحديقة الوطنية في بوقرنين. يُذكر أنّه سمّي بجبل بوقرنين نظراً إلى أنّ ثمّة قمّتَين في أعلاه، ترتفعان 576 متراً و493 متراً على التوالي.