كشفت بيانات رسمية لوزارة الصحة التونسية، الثلاثاء، عن تخطي مرحلة الذروة الوبائية لفيروس كورونا بعد تراجع نسب الإصابات في التحاليل من 35% إلى 24%، فضلاً عن زيادة عدد المتعافين بمعدل 3 آلاف متعاف جديد يومياً.
وأكد أطباء في أقسام كوفيد-19 والطوارئ الصحية بالمستشفيات الحكومية تحسن الوضع الوبائي بالتزامن مع تقدم حملات التلقيح بعد حصول تونس على نحو 6 ملايين جرعة لقاح في إطار الهبات والمساعدات من العديد من الدول.
وقال رئيس قسم الطوارئ الطبي بمستشفى عبد الرحمان مامي بالعاصمة تونس، رفيق بوجدارية، إنّ الضغط على أقسام الطوارئ في تراجع ملحوظ بعد فترة صعبة عاشها النظام الصحي بسبب الأعداد القياسية للإصابات خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "الوضع الصحي يسير نحو التعافي"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة الانتظار للتأكد من تحسن المؤشرات لتجنّب انتكاسات جديدة.
وأفاد بوجدارية بأنّ "تقدم حملات التلقيح، وتعزيز المناعة العامة هما الضامن الحقيقي لتجاوز مرحلة الخطر، وتمكين النظام الصحي من استعادة أنفاسه، والتركيز على العودة إلى معالجة الأمراض الأخرى، والعمليات الجراحية غير العاجلة المتوقفة بسبب الضغط على الأقسام الطبية. تحسّن الوضع الوبائي هو نتيجة جهد كبير بذلته الكوادر الطبية وشبه الطبية من أجل إنقاذ الأرواح، وينبغي الالتزام بالتدابير الوقائية حتى تلقيح 75% من التونسيين".
وتستعد تونس لعملية تلقيح مفتوحة تقام بالتعاون بين وزارتي الصحة والطب العسكري، يوم الأحد المقبل، وتستهدف الطلبة.
وتعقد وزارتا التعليم والصحة، الثلاثاء، اجتماعاً من أجل تنسيق حملة تطعيم نحو 3 ملايين طالب قبل العودة المدرسية بهدف إنجاح العام الدراسي والجامعي المقبل، وتجنب الانقطاعات التي فرضها تفشي الوباء خلال العامين الماضيين.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس، إيف سوتيران، أمس الإثنين، إنّ "هناك عدة مؤشرات إيجابية تحيل إلى بداية انفراج أزمة كورونا رغم تواصل خطورة الوضع".
ولفت، خلال مؤتمر صحافي لاستعراض الوضع في إقليم الشرق الأوسط، إلى أنّ "انخفاض نسبة الإصابات في التحاليل الجديدة خلال الأيام الأخيرة يدل على أنّ طفرة الوباء قد انخفضت"، مطالباً بمراقبة تواصل انخفاض معدل الإصابات خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد سوتيران أنّ "تونس تسجل أعلى عدد وفيات في المنطقة العربية والقارة الأفريقية، والوضع لا يزال خطيراً، خاصة مع انتشار المتحور (دلتا) الذي تسبب بأكثر من 90% من حالات العدوى المبلغ عنها".
وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، سجلت تونس أكثر من 20 ألف وفاة، بحصيلة يومية تتجاوز 150 وفاة.