تتّجه السلطات الصحية في تونس نحو فرض إلزامية إبراز شهادة صحية تفيد بتلقّي حاملها لقاحاً مضاداً لكوفيد-19، وذلك في عدد من الأماكن العامة، من أجل زيادة نسبة المحصّنين في وجه فيروس كورونا الجديد وإجبار المتخلّفين على أخذ اللقاح، قبل بداية فصل الخريف وموسم الإنفلونزا الموسمية.
وتدرس وزارة الصحة التونسية ومصالح حكومية مختلفة ذلك التدبير ليشمل الأشخاص الذين يرتادون المساحات العامة المغلقة، منها المحالّ التجارية الكبرى والمؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية، بهدف دفع أكبر عدد ممكن من المواطنين إلى تحصين أنفسهم ضدّ الوباء وزيادة المناعة ضدّ المتحوّرات، لا سيّما مع تفشّي متحوّر دلتا من الفيروس الذي رُصد للمرّة الأولى في الهند في إبريل/ نيسان الماضي.
وابتداءً من اليوم الخميس، تعتمد مراكز التحصين في تونس سياسة الأبواب المفتوحة بهدف تمكين كلّ مواطن من الحصول على اللقاح المضاد لكوفيد-19 من دون المرور الإجباري عبر منصّة التسجيل الخاصة بذلك، شريطة إظهار وثيقة تثبت هوية المتقدّم.
ويقول عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا الجديد في تونس أمان الله المسعدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللجنة أوصت بإلزامية اعتماد شهادة التحصين للأشخاص الذين تجاوزوا أربعين عاماً، بهدف تحصين أكبر عدد ممكن من هذه الفئة". يضيف المسعدي أنّ "السلطات الصحية تبذل مجهوداً كبيراً من أجل تحصين الذين تجاوزوا سنّ الأربعين، غير أنّ نسبة التخلّف والإحجام عن تلقّي اللقاح ما زالت مرتفعة في صفوف هؤلاء"، موضحاً أنّ "اعتماد شهادة التحصين سوف يمثّل دافعاً للتحصين بالنسبة إلى الذين تخلّفوا عن الحملات السابقة في هذا الإطار".
ويشير المسعدي إلى أنّ "الأولوية المطلقة في هذه المرحلة هي لحماية هذه الفئة العمرية، فالقطاع الصحي لا يسجّل إصابات خطرة في صفوف الأشخاص الذين تجاوزوا سنّ الأربعين، الأمر الذي يستوجب تكثيف تحصين هذه الفئة لتفادي السيناريوهات السابقة التي سجّلتها البلاد والتي كادت تؤدّي إلى انهيار المنظومة الصحية". ويرجّح التوجّه إلى "اعتماد شهادة التحصين كذلك لدى من هم أقلّ سنّاً، لا سيّما طلاب الجامعات وتلاميذ المرحلة الثانوية".
وحول إمكانية تحصين فئات معيّنة بجرعة ثالثة تُعَدّ جرعة تعزيزية، يقول المسعدي إنّ "اللجنة العلمية رفعت توصيات بتحصين بعض الفئات بجرعة ثالثة (تعزيزية) بناءً على الدراسات العلمية التي أثبتت حاجة الفئات الهشّة، من مصابين بأمراض مزمنة إلى جانب العاملين في القطاع الصحي، إلى دعم إضافي لحصانتهم ضدّ الفيروس. ويتابع: "نحن ندرس إمكانية تحصين الفئات الهشة بجرعة ثالثة، وذلك بعد انقضاء ستة أشهر من الحصول على الجرعة الثانية".
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الحاصلين على الجرعة الثانية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تخطّى 2.1 مليون تونسي، من مجموع 5.7 ملايين جرعة زُوّد بها تونسيون منذ انطلاق الحملة الوطنية للتحصين في إبريل/ نسيان الماضي. وقد ساهمت أيام التحصين المكثّف التي نُظّمت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بتحصين 1.5 مليون تونسي إضافي، فيما تستعد السلطات الصحية لتنظيم يوم تحصين رابع يوم الأحد المقبل.