شهد الرصيف عدد 5 في ميناء محافظة سوسة على الساحل الشرقي لتونس، اليوم الجمعة، حدثاً بيئياً بارزاً، تمثّل ببدء شحن مئات الحاويات من النفايات، كانت قد صُدِّرَت بطرق غير قانونية من إيطاليا إلى تونس، بينما استغرق مسار التفاوض حول إعادتها إلى بلد المنشأ أكثر من عامين.
والجمعة، بدأت شركة النقل البحري التركية "أركاس" بشحن النفايات الإيطالية، في عملية وصفها النشطاء البيئيون بـ"الجلاء البيئي"، معلنين "الانتصار" في كسب واحدة من أبرز المعارك البيئية التي خاضها المجتمع المدني ونشطاء في هذا المجال.
وبدأت عملية إعادة النفايات الإيطالية عقب اتفاق رسمي وقّعته تونس مع السلطات الإيطالية، الاثنين الماضي، يقضي بإعادة الحاويات التي صدّرتها شركة "كومبني" في صيف 2020 إلى تونس على متن 282 حاوية، قبل أن تحجزها الجمارك التونسية وتفتح تحقيقاً قضائياً انتهى بإطاحة مسؤولين في الدولة، من بينهم وزير بيئة سابق.
وأعلن النائب التونسي مجدي الكرباعي، على صفحته في "فيسبوك"، انطلاق عملية الشحن.
وقال الكرباعي: "الناقل البحري التركي (أركاس) سيبدأ في الساعات القادمة بنقل الحاويات المليئة بالنفايات الإيطالية، التي دخلت بطريقة غير قانونية من الرصيف رقم 5 بميناء سوسة ليقع شحنها وستعود من حيث أتت".
وأضاف الكرباعي: "نعم إنه الجلاء، نعم إنه تعب نواب ومجتمع مدني وإعلام لعب دوراً هاماً في هذا الملف"، وكتب: "مبروك لتونس"، "انتصرنا".
والنائب عن دائرة إيطاليا مجدي الكرباعي، كان من بين الشخصيات التي لعبت دوراً في الكشف عن خفايا صفقة تصدير النفايات، وساهم بالتشهير بالقضية لدى الرأي العام والبرلمان الإيطالي والجمعيات البيئية هناك.
وقد أثارت قضية النفايات الإيطالية تلك الرأي العام التونسي ونفّذ نشطاء في مجال البيئة وقفات احتجاجية في مدينة سوسة وفي العاصمة تونس، مطالبين بإعادة الحاويات إلى إيطاليا.
وقال المتحدث باسم شبكة "تونس الخضراء" (ائتلاف جمعيات بيئية) حسام حمدي، إنّ بدء إعادة النفايات نحو إيطاليا "ينهي كابوساً استمرّ سنتين".
وأفاد الناشط البيئي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ "مشوار النضال الجماعي لإعادة النفايات كان شاقاً وطويلاً، وساده الكثير من التشكيك في النجاح في هذه المهمة، ولا سيما أنّ أطرافاً سعت لإتلافها في تونس عبر الحرق".
واعتبر حمدي أنّ "كسب معركة النفايات يُشعر التونسيين بنشوة الانتصار والانتماء إلى مجتمـع يؤمن بالدفاع عن حقوقه البيئية ويتصـدى للانتهاكات التي تحصل في هذا المجال".
ومارست المنظمات المدنية المهتمة بالبيئة ضغطاً كبيراً على السلطات التونسية من أجل إعادة النفايات الراسية في ميناء سوسة إلى إيطاليا، وتحميل الجانب الإيطالي كلفة إعادة النقل.