تونس: العثور على جثث أب وطفليه والقبض على منظم رحلة هجرة سرية قاتلة

19 أكتوبر 2021
عمليات البحث ما زالت مستمرة (محمد خليل/ فرانس برس)
+ الخط -

تواصلت، اليوم الثلاثاء في تونس، عمليات التمشيط والبحث عن مفقودين في حادثة غرق مركب هجرة سرية على متنه 30 تونسياً كانوا متوجهين إلى إيطاليا، من بينهم أطفال.

وتحاول وحدات الحرس البحري والدفاع المدني والديوانة والجيش البحري في كلّ من المهدية والمنستير، شرقي البلاد، الاستعانة بطائرة عسكرية للعثور على ناجين أو جثث مهاجربن كانوا على متن المركب.

ويتابع أهالي المفقودين، الذين تجمّعوا الثلاثاء عند ميناء المهدية لليوم الثاني على التوالي، أعمال البحث، على أمل الحصول على أخبار أو معلومات عن أبنائهم، علماً أنّ حالة من الاحتقان سُجّلت في صفوفهم.

وفي هذا الإطار، قال مساعد الوكيل العام والمتحدث الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية فريد بن جحا، لـ"العربي الجديد": "عُثر حتى الآن على سبعة ناجين وانتُشلت أربع جثث من بين إجمالي 30 شخصاً غرق مركبهم الأحد، 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري، فيما تتواصل عملية البحث عن بقيّة المفقودين". 

وأضاف بن جحا أنّه "أُلقي القبض اليوم على المنظّم الرئيسي لعملية الهجرة السرية، والذي كان فاراً. وقد ألقت الوحدات الأمنية القبض كذلك على أحد وسطاء هذه العملية، ليرتفع عدد الموقوفين إلى ثمانية أشخاص، وذلك بتهمة تكوين وفاق إجرامي لاجتياز الحدود البحرية خلسة".

وأكّد بن جحا أنّه "في حال ثبتت الإدانة، ووفقاً لقانون الثالث من فبراير/ شباط 2004، فإنّ هؤلاء جميعاً سيواجهون حكماً قد يصل إلى 20 سنة سجناً"، موضحاً أنّ "تكوين الوفاق لاجتياز الحدود البحرية خلسة، والذي ينجم عنه موت، يواجه مثل هذه العقوبات". وأشار إلى أنّ "عمليات التمشيط جواً وبحراً مستمرة من أجل العثور على ناجين أو لانتشال جثث".

من جهته، أوضح المسؤول الإعلامي في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المركب انطلق من المهدية وانقلب على بعد سبعة أميال من الشواطئ التونسية، والمهاجرون في معظمهم من المهدية وقفصة والمنستير". وأضاف بن عمر أنّ "المركب الذي يبلغ طوله ستة أمتار، كان على متنه أطفال، إذ عُثر على جثث أب وطفلَيه (ستة أعوام وسبعة)".

وتابع بن عمر: "التقيت أمس العائلات التي حضرت إلى ميناء المهدية، وحضرت اليوم كذلك، وقد كانت تأمل بأن تتواصل معها السلطات الرسمية، لكنّه تمّ تجاهلها، ما أشعر الأهالي بأنّ لا عمليات بحث ولا احترام للذات الإنسانية في حين قد يكون ثمّة ناجون ينتظرون المساعدة".

ولفت المسؤول الإعلامي في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أنّ "عمليات الغرق والفقدان ليست الأولى عند السواحل التونسية والبحر الأبيض المتوسط، إذ تشير إحصاءات المنتدى إلى 450 ضحية ما بين مفقود وغريق عُثر على جثثهم منذ بداية العام الجاري، ومعظمهم من مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء".

المساهمون