أذن رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، لتسع محافظات بتسخير المصحات الخاصة ووضعها على ذمة القطاع الحكومي، لاستخدام أسرّة الإنعاش وأجهزة الأكسجين المتوفرة فيها لعلاج التونسيين المصابين بفيروس كورونا.
وأصدر محافظو سوسة، مدنين، المنستير، القيروان، نابل، صفاقس، أريانة، بن عروس وتونس، قرارات بتسخير المصحات الخاصة، والسماح للقطاع العمومي بالتصرف فيها وإيواء مصابي كورونا، بسبب صعوبات تواجهها المستشفيات، وهبوط حاد في مخزون الأكسجين فيها.
وطلبت رئاسة الحكومة في بلاغ توجهت به، الأحد، إلى السلطات المحلية، بمواصلة إيواء مصابي كورونا المقيمين في المستشفيات الحكومية في مصحات خاصة، إلى حين تحسّن مخزون الأوكسجين وعودته إلى مستوياته العادية.
ويأتي قرار تسخير مصحات القطاع الخاص عقب اجتماع طارئ لخلية الأزمة، انعقد ليل السبت، بسبب تسجيل نقص فادح في مخزون الأكسجين في مستشفيات حكومية كبرى، وإطلاق المسؤولين نداءات الاستغاثة من أجل إنقاذ المرضى، قبل حلول ما وصفوه بـ"الكارثة".
وتسخير المصحات ومؤسسات الصحة الخاصة، هو مطلب دعا إليه عاملون في قطاع الصحة ونشطاء منذ بدء الجائحة، حيث طالبو بوضع إمكانيات القطاع الخاص على ذمة الدولة للتصرف فيها، بسبب الشطط في أسعار الخدمات الطبية، وصعوبة نفاذ أصحاب الدخل المحدود إلى العلاج في المصحات، ما يتعارض مع المبدأ الدستوري في الحق في العلاج.
ويمثل التصرف في مخزون الأكسجين أبرز تحديات السلطات الصحية، التي تواجه وضعاً غير مريح مع اقتراب نفاذ مخزون المادة الحيوية من خزانات المستشفيات الكبرى، وتصاعد الطلب مع بدء نشر المستشفيات الميدانية.
وقال مدير عام الهياكل الصحية، نوفل السمراني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحاجة إلى الأكسجين السائل تضاعفت أكثر من ست مرات منذ بدء الجائحة، حيث صعد الطلب من 30 ألف لتر حالياً إلى أكثر من 180 ألفا.
وأكد السمراني أن مصنعين محليين يوفران مادة الأكسجين، إلى جانب الإمدادات الجزائرية، غير أن الطلب فاق العرض المتوفر، ما تسبب في صعوبات على مستوى التصرف في المخزون.
وتزيد ندرة الأكسجين السائل في الطلب على استعمال الأسطوانات المتنقلة ومكثفات الأكسجين، التي وضعتها الهياكل الصحية على ذمة المرضى، إلى جانب كميات كبيرة من المكثفات، التي تم تأمينها عن طريق المساعدات والهبات الدولية ومتبرعين تونسيين في الداخل والخارج.
ولا تملك وزارة الصحة بيانات رسمية عن عدد مكثفات الأكسجين الموضوعة على ذمة المرضى، بسبب توجيه مساعدات المتبرعين مباشرة إلى المستشفيات أو توفيرها للاستعمال المنزلي.
وبالتوازي مع تسخير المصحات، أعلنت وزارة الدفاع الوطني اليومي تواصل تأمين الجيش لخدمة توصيل المستلزمات الطبية والأكسجين إلى المحافظات الداخلية، من مخزون المواد والتجهيزات التي تدفقت من المساعدات الأجنبية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، محمد زكري، إن الجيش التونسي يؤمّن توصيل حمولات المساعدات براً وجواً، وفق تصريح أدلى به لوكالة الأنباء التونسية.