تعيش منطقة "حاجب العيون" بمحافظة القيروان في وسط تونس، حالة من الغضب، وإغلاقاً للطريق الرئيسية، بعد غرق مركب مهاجرين من شباب المنطقة، وطالبت أمهات المفقودين بجثامين أبنائهن، وتوفير معطيات عن القارب الذي غرق.
وأكدت الناشطة في المجتمع المدني بالقيروان والمنسقة الجهوية عن برنامج "عزيمة"، هاجر الجزيري، في تصريح لـ "العربي الجديد" أن "حالة من الاحتقان تسود المنطقة بعد غرق عدد من الشبان، من بينهم شاب في عقده الثاني عاطل عن العمل وآخر يبلغ 41 عاماً وهو عامل يومي، مؤكدة أن أغلب ظروف الشباب الذين هاجروا صعبة ويعانون التهميش في منطقتهم التي تعتبر من أفقر المناطق وترتفع فيها نسب البطالة"، مشيرة إلى أن ثقافة الهجرة السرية تسيطر على تفكير أغلب أبناء المنطقة.
وقالت الجزيري إن الأهالي غاضبون على الوضع الذي يعيشونه وعلى السلطات الجهوية، فمنذ تسجيل الحادث لم يحصل أي تجاوب ولا حضور لمسؤولين من المحافظة للحديث مع العائلات، مضيفة أن هذه الحادثة ليست الأولى في المنطقة، إذ توفيّ عدد من الشبان غرقاً أثناء محاولتهم الهجرة، وهذه المحاولات المتكررة سببها وضع القيروان، فهي في آخر ترتيب المحافظات في التنمية وفي التشغيل.
وأشارت إلى أن الجائحة الصحية فاقمت من متاعب أهالي القيروان، إذ كانوا يشتغلون في السياحة وفي المطاعم، مؤكدة أن الطريق الذي تم إغلاقه هو طريق يربط القيروان بعدة محافظات، وكثيراً ما يتم إغلاقه احتجاجاً من أجل مطالب مشروعة، ومنها المطالبة بالاهتمام بالمحافظة والتشغيل، مبينة أنه بعد 10 أعوام على الثورة ما زال الشباب والأهالي يغلقون الطريق، وهذا مؤشر على وجود مشاكل عميقة، إلى جانب تفكير الشباب المستمر في الهجرة السرية، وهو حلم عديد الفئات حتى بعض المثقفين وأصحاب الشهادات.