- تفاقمت الأزمة بسبب انقطاع المياه واضطرار السكان لشراء الماء من شاحنات بتكلفة عالية، مع تأثيرات سلبية على الصحة مثل الأمراض الجلدية، وتأثر الحياة اليومية بشكل كبير بما في ذلك التعليم والنظافة.
- تسبب تأخر السلطات في تنفيذ وعودها بحفر بئر لحل مشكلة المياه في احتقان وغضب بين السكان، مما دفعهم للاحتجاج مطالبين بحقوقهم الدستورية في الحصول على المياه، وسط تجاهل مستمر لمعاناتهم.
قررت محكمة قرنبالية في تونس، اليوم الثلاثاء، إطلاق سراح 5 من شباب منطقة بني عياش بقرمبالية حيث أُوقِفوا، أمس الاثنين، على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي يخوضها الأهالي للمطالبة بحقهم الدستوري في المياه.
وتشهد المنطقة احتجاجات بسبب أزمة المياه، التي تصفها المعلمة سماح حمزة بالمنطقة المحرومة من الماء منذ نحو عام كامل، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وصحية، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة، موضحة أنهم لم يروا الماء في الصنابير منذ أشهر، ما يضطرهم إلى شرائه من شاحنات تجوب المنطقة، ولكنه حلّ غير كافٍ ومكلف.
وتشير حمزة لـ"العربي الجديد" إلى أن مدرستها في بني عياش تفتقر إلى الماء، ما يمنع التلاميذ من دخول دورات المياه، وأن عديد المدرسين ضاقوا ذرعاً بهذه الوضعية الكارثية، حتى إن بعضهم أصبح لا يرغب في التدريس هناك.
وأوضحت أن مشكلة الماء مستمرة في منطقتها منذ الطفولة، حيث كانوا يتزودون من إحدى العيون التي جفّت، ثم من حنفية عمومية، إلى أن وصل إليهم الماء، لكنه كان يفتح ساعة واحدة في الأسبوع، ومنذ سنة تقريباً انقطعت المياه، واضطروا إلى شرائه من شاحنات خاصة تجوب الأحياء، ما دفعهم إلى تخصيص ميزانية لشراء الماء أسبوعياً، ومع ذلك فالماء غير جيد، والعديد منهم يعاني من أمراض جلدية، مبينة أن لا ماء ولا ظروف صحية وهم مقبلون على فصل الصيف، وبالتالي فإن كارثة إنسانية على الأبواب في بني عياش.
من جانبها، تقول محبوبة مبارك (45 عاماً) إنها تعاني من حساسية جلدية منذ استعمالها الماء الذي تشتريه، وإن والدتها البالغة 70 عاماً تشكو الحساسية نفسها، حيث إنها تعاني من حكة مستمرة، مبينة في تصريح لـ"العربي الجديد "أنها اضطرت إلى زيارة عدة أطباء، وبعد عيد الفطر لديها موعد، وعليها دفع تكاليف باهظة للعلاج".
وتقول مبارك إن "الحياة دون ماء صعبة، ولا يمكنهم قضاء عديد الحاجيات الحياتية، ولا غسل الملابس وتنظيف المساكن".
وتؤكد آية رجب لـ"العربي الجديد"، وهي من ساكني المنطقة، أنهم "اضطروا أمس إلى الاحتجاج بعد أن فاض الكأس، وأُوقِف الشباب الخمسة، رغم أن مسيرتهم كانت سلمية وهم يطالبون بحق دستوري"، مبينة أن "حالة الاحتقان كبيرة، وقد شاركوا اليوم في مسيرة أمام محكمة قرنبالية للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين"، مضيفة أن "السلطات المحلية أخلفت وعودها بانطلاق أشغال حفر بئر بالمنطقة يوم 11 مارس/ آذار المنقضي، ما ولّد حالة من الاحتقان والغضب".