تونسي يقطع الشريط الساحلي مشياً على الأقدام.. لأجل البيئة

07 ديسمبر 2021
تستمر رحلة حسام حمدي شهراً كاملاً (فيسبوك)
+ الخط -

من أجل قضايا البيئة في بلاده، بدأ حسام حمدي (39 عاماً)، رحلة الـ1300 كلم سيراً على الأقدام، سالكاً طريق الشريط الساحلي التونسي، بداية من مدينة بن قردان الحدودية في أقصى الجنوب نحو آخر نقطة ساحلية بمحافظة بنزرت شمالاً.

ينوي حسام، وهو مهندس للبرمجيات أن يستمرّ في رحلته هذه، شهراً كاملاً، يقوم خلاله بكل الأنشطة البيئية المتاحة، من تنظيف وتشجير وتأطير لنشطاء بيئيين إلى جانب زيارة المناطق البيئية الساخنة التي تمثّل خطراً على حياة وصحة المواطنين.

ويقول حسام حمدي، في حديث لـ"العربي الجديد" إنه بدأ رحلته الأحد الماضي، انطلاقاً من مدينة بن قردان التي لاقى فيها تشجيعاً من الأهالي ورافقه محبو القضايا البيئية، مشياً نحو مدينة جربة محطته الثانية في رحلة الـ1300 كلم، حيث زار المصبات العشوائية هناك، ووثّق من خلال الشريط الذي ينتجه على امتداد الرحلة معاناة الأهالي هناك من الفضلات المتراكمة.

يؤكّد الشاب الثلاثيني أنّ شغفه بقضايا البيئة بدأ منذ نعومة أظافره، حيث كان يقضي أوقاته في منتزه "المسيد" القريب من بيت عائلته في محافظة باجة الشمالية، وتطوّر حبّه للطبيعة ودفاعه عن حقّ العيش في مناخ سليم مع السنوات، لتنضج تجربته في العام 2010، حين قرّر تكوين جمعيات متخصّصة تضمّ اليوم آلاف المتطوّعين وفق تأكيده.

ويضيف المتحدث أنّ حسه إزاء قضايا البيئة يدفعه للبحث عن الأفكار الجديدة من عام إلى آخر، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء عبر حملات تنظيف الشواطئ أو تجديد الغطاء الحرجي، بتشجير المناطق التي تتضرّر سنوياً من الحرائق.

وعن اختياره للطريق الساحلية، يقول حسام، إنّ "السواحل التونسية تواجه تحديات بيئية كبيرة والتلوث يتهدّد صحة الإنسان كما الثروات البحرية بعد أن أكّدت الدراسات تأثر كائنات بحرية بالفضلات البلاستيكية والكيميائية التي تلقى في البحر".

ويؤكّد أنّ الوضع البيئي في تونس "ليس بخير"، ما شجّعه على رحلة الدفاع عن قضايا البيئة. وأشار إلى أنّ لكل مدينة قضاياها البيئية الخاصة وهو ما يسعى إلى توثيقه على امتداد الرحلة، ليرفع لاحقاً تقريراً مفصلاً إلى المسؤولين من أجل لفت نظرهم إلى ما يهدّد حياة التونسيين ومستقبل الأجيال القادمة، "لا سيما أنّ منظمات دولية قرعت منذ سنوات ناقوس الخطر البيئي في تونس"، وفق قوله.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأكّدت منظمة الصحة العالمية، عام 2016، في تقرير لها، أنّ تونس العاصمة تعدّ في مقدمة المدن الأكثر تلوّثاً في العالم إلى جانب صفاقس وسوسة وبنزرت.

كذلك نشر أحد المواقع المتخصّصة في الدراسات والأبحاث، المؤشّر السنوي لنسب التلوّث البيئي على مستوى العالم، لتحتلّ تونس المرتبة 27 عالمياً بنسبة تلوّث تقدّر بـ75.12، والثالثة أفريقياً بعد مصر والجزائر، ما يعدّ مقلقاً، خصوصاً أنّ تونس كانت خارج التصنيف الأفريقي سابقاً.

لكن حسام حمدي الشاب المقدم على الأربعين، يحلم بأن يستمرّ خضار بلاده، معتبراً أنّ "المحافظة على لقب تونس الخضراء مسؤولية جماعية يشترك فيها كل من يتقاسمون هذه الرقعة الأرضية".

وختم بالقول إنّه "ينوي تكريس سنوات حياته القادمة من أجل الدفاع عن البيئة وأن تجد الأجيال الجديدة بيئة خضراء يطيب فيها العيش، بعد أن نغّصت أكداس النفايات المكدّسة في أكبر محافظات البلاد على التونسيين عيشهم، وحرمتهم استنشاق الهواء النقي".

دلالات
المساهمون