تونسيون يخشون قرارات تقييدية في رمضان رغم تراجع كورونا
لا يُخفي مهنيو الصحة في تونس مخاوفهم من انتشار جديد لفيروس كورونا في شهر رمضان مع تواصل ارتفاع نسبي لمؤشرات العدوى في 4 محافظات، بينما تنتظر قطاعات خدماتية واسعة شهر الصيام لإطلاق العنان لأنشطتها من دون قيود، بعد عامين من تطبيق تدابير الإغلاق بسبب الجائحة.
ويخشى العاملون في القطاعات الخدماتية، والمواطنون أيضاً، إصدار لجنة مكافحة كورونا قرارات تقيّد الحركة ونشاط المقاهي والأسواق خلال رمضان، بعد أن طوى التونسيون صفحة كورونا واختفت تقريباً تدابير الوقاية.
وتسعى اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا إلى إصدار توصيات تمنع انتشار العدوى مجددا خلال شهر رمضان، الذي تشهد فيه الأسواق والمساحات التجارية ووسائل النقل نسبة كثافة عالية تمنع تطبيق إجراء التباعد الجسدي.
وأكد عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أمين سليم تواصل مراقبة الوضع الصحي من قبل اللجنة، رغم خروج البلاد تقريبا من موجة الوباء الخامسة وتراجع النسبة العامة للإصابات اليومية.
وأوضح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "متحور أوميكرون لا يزال يطرح مخاوف نتيجة تواصل ارتفاع مؤشرات العدوى في 4 محافظات تونسية، وهي باجة وصفاقس وقبلي والكاف، منبها إلى إمكانية انتشار العدوى مع بداية شهر رمضان الذي يتسم بالتنقل المكثف بين المحافظات".
وأفاد سليم، في السياق، بأنّ" الحذر يظلّ مطلوباً خلال شهر رمضان، إلى حين الخروج النهائي من الموجة الخامسة وتراجع مؤشرات العدوى في المحافظات الأربع التي لا تزال تمثل خطرا" .
وأشار عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا في سياق متصل إلى أنّ "الحصول على الجرعة المعززة الثالثة مهمة جدا لمنع انتشار الفيروس في الأشهر القادمة، لا سيما أن مستوى المناعة للحاصلين على جرعتين فقط يمكن أن يتراجع إلى 40 بالمائة بعد انقضاء 6 أشهر من الحصول على الجرعة الثانية" .
بدوره، أكّد وزير الصحة علي مرابط، اليوم الاثنين في تصريحات إعلامية، استقرار الوضع الوبائي نتيجة تضافر جهود مختلف الأطراف من هياكل ومجتمع مدني ومتطوعين.
لكنه لم يستبعد تسجيل تونس موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا خلال شهر مايو/أيار المقبل، مؤكدا استعداد الوزارة لمواجهتها، وذلك عن طريق عمليات المراقبة والترصد المستمرة.
وقال الوزير إنّ أكثر من 6 ملايين و300 ألف مواطن تونسي استكملوا جرعات التطعيم، غير أن مليوناً و200 ألف فقط حصلوا على جرعة التعزيز الثالثة، داعياً المواطنين، وخصوصا كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، إلى الإقبال على الجرعة الثالثة لتعزيز مناعتهم.
وتُسجّل السلطات الصحية عزوفاً كبيراً في الإقبال على الجرعة المعززة الثالثة، مقابل استكمال أكثر من 75 بالمائة من التونسيين الجرعتين الأساسيتين وبدء التخلص من حمل الكمامة في الفضاءات العامة والمؤسسات التربوية التي شهدت موجات عدوى عالية .
وبحسب وزارة الصحة الاثنين، يرقد 257 مصابا بكورونا في المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، من بينهم 68 مصابا يقيمون في أقسام العناية المركزة بالقطاعين العام والخاص.