يشكو معظم سكان مدينة حماة في وسط سورية، من تواصل أزمة مياه الشرب التي دفعتهم إلى البحث عن مصادر بديلة للمياه التي تضخ عبر الشبكة الحكومية، في حين يؤكدون استمرار التوزيع غير العادل لمخصصات الأحياء من قبل مؤسسة مياه حماة الرسمية.
تعاني منال حلاق، وهي ربة منزل من أهالي حي القصور في حماة، من شح المياه، وتقول لـ"العربي الجديد"، إن "الأزمة تتكرر سنويا خلال شهر رمضان، وتتفاقم في الفترة التي تسبق عيد الفطر. المشكلة ليست في الحصول على مياه الشرب فقط، فنحن نحتاج المياه للغسيل، وتنظيف المنزل. نشاهد في بعض الشوارع أناسا يغسلون سياراتهم، ويهدرون المياه بكميات كبيرة، بينما نحن نشتري المياه بالصهاريج، ومجبرون على التقنين إلى أقصى حد ممكن".
ويقول الخمسيني أحمد أبو عمر، لـ"العربي الجديد"، إن "مؤسسة المياه في حماة لا تلتزم بمواعيد الضخ للأحياء، وعند الضخ لا تصل الكميات الكافية. شراء المياه عبر الصهاريج أمر متعب نفسيا وجسديا، علاوة على التكاليف، وبات مفروضا علينا كمواطنين نسيان شبكة المياه، أو مؤسسة المياه، والتوجه إلى الاشتراك الشهري مع أصحاب الصهاريج كحل للمشكلة. أقيم في بناء من أربع طبقات، وغالبا عندما تتوفر المياه لا تتوفر الكهرباء، وبالتالي لا تصل المياه إلى الخزان أعلى البناء، مما يجعلنا رهينة للتجار الذين يتحكمون في أسعار الصهاريج كغيرهم من تجار الأزمات".
وأوضح مدير مؤسسة مياه الشرب في حماة، مطيع عبسي، أن سبب انقطاع المياه عن بعض المناطق يعود لتطبيق التقنين بسبب الاستهلاك الزائد، كما أنه من بين أسباب عدم وصول المياه إلى بعض المناطق الطبيعة الجغرافية لها، مشيرا في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إلى أن "المؤسسة تعمل على إنجاز مشروع خط جر المياه إلى حماة من أعالي العاصي، من محطة القصير في ريف حمص الجنوبي الغربي".
وتتكرر أزمة المياه في مدينة حماة في فصل الصيف من كل عام، خصوصا في أحياء الصابونية، والقصور، وباب قبلي، ولم تثمر مطالبات الأهالي على مدار أعوام بإيجاد حل، وبين مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن "مؤسسة مياه حماة تلجأ دائما إلى تبريرات واهية، وتكرر أنها تعمل على إيجاد حلّ، بينما في الواقع لا شيء يحدث على الأرض".