أعلن سفير فلسطين في الصين فريز مهداوي، اليوم الأحد، البدء بتوريد الدفعة الأولى من لقاح" سينوفارم" المضاد لكوفيد-19، المقدّرة بـ100 ألف جرعة، خلال الأيام المقبلة، على أن تكون على دفعة أو دفعتين كحد أقصى.
وأشار مهداوي في حديث مع إذاعة صوت فلسطين الرسمية، اليوم، إلى أنه سوف يتم تجهيز الدفعة الأولى، وترتيب عملية الشحن لتصل جواً عن طريق مطار اللد، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وأضاف مهداوي إلى أنّ لقاح "سينوفارم" المضاد لكوفيد-19، الذي تنتجه الصين، هو فعّال بنسبة 86% ولا توجد له أضرار جانبية. موضحا أنّ فلسطين هي الدولة العربية الوحيدة التي ستستفيد من هذا اللقاح في الفترة المقبلة.
على صعيد منفصل، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية كمال الشخرة، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية اليوم، أنّ الإغلاق، الذي أُعلن عنه مؤخراً في عدد من المحافظات، جاء بسبب الانتشار الواسع جداً للفيروس جرّاء تفشي السلالات الجديدة، واصفاً الوضع الوبائي بالخطير، وقال: "أصبحنا ضمن دائرة الخطر".
وقال الشخرة: "إنّ عدد الإصابات بالسلالات الجديدة وصل إلى 800 إصابة، من العينات العشوائية للمصابين بكورونا في كل الأراضي الفلسطينية، معظمها من السلالة البريطانية التي وصلت من الداخل المحتلّ عام 1948، جرّاء المخالطة الكبيرة". وأوضح أنّ أعراض هذه السلالة تظهر بعد الإصابة بثلاثة إلى خمسة أيام، وتؤدي للإصابة بالتهاب رئوي حاد، داعياً كل من يصاب بها للتوجه فوراً إلى المراكز الطبية.
وشدّد الشخرة على أنّ القطاع الصحي لم ينهر، لأن طواقمه تعمل على مدار الساعة، محذراً من الإرباك الذي قد يحصل مع سرعة تفشي السلالات الجديدة من الفيروس، والأعراض الحادة المصاحبة لها، ما يستدعي دخول المستشفيات التي باتت تعمل بطاقتها القصوى.
من جانبه، وصف مدير صحة محافظة رام الله والبيرة معتصم محيسن، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، الوضع الوبائي في المحافظة بـ"الكارثي" نتيجة الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.
وقال محيسن: "إنّ الأسابيع الأخيرة شهدت ارتفاعاً في نسب الإصابات والوفيات، ووصلت نسبة إشغال المستشفيات إلى أكثر من 100%". وأكّد أنّ وزارة الصحة تبذل جهوداً كبيرة من أجل توفير أسرّة في المستشفيات وفتح أقسام جديدة لعلاج المصابين بكورونا.
وأضاف محيسن: "إنّ عدد الحالات النشطة في المحافظة في تزايد بصورة كبيرة، فيما صنف أكثر من 19 تجمعا سكنيا كمناطق حمراء"، وأشار إلى أنّ الإصابات الجديدة بفيروس كورونا صعبة جداً، خاصة أولئك المصابين بالسلالات الجديدة"، وأضاف: "إنّ المشهد في مجمّع فلسطين الطبي فظيع جداً، حيث يتكدّس المرضى المصابون في الممرات وعلى كراسي الانتظار".
وأشار محيسن إلى أنّ وزارة الصحة تقوم بدراسات يومية على السلالات المتحوّرة من فيروس كورونا. وأوضح أنّ الوزارة ما زالت تراهن على وعي المواطن والتزامه بالإجراءات الوقائية لوقف تفشي الفيروس.
في هذه الأثناء، أكّد المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية غسان نمر، في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، أنّ إغلاق محافظات رام الله والبيرة والقدس ونابلس وبيت لحم جاء نتيجة ارتفاع نسبة الإصابات من العينات المسحوبة إلى أكثر من 30%، وبالتالي تمّ تصنيفها باللون الأحمر وإغلاقها لمنع تفشي الفيروس.
وأشار نمر إلى أنّ الوضع الوبائي أصبح خطيراً جداً، ونسبة الإصابات والوفيات مرتفعة، ويوجد ضغط كبير على المستشفيات التي وصلت إلى قدرة استيعابها القصوى، ما أدى إلى العودة للسيناريو الأول، مع مرور عام على وصول الفيروس إلى فلسطين.
وقال نمر: "إنّ الوصول إلى الإغلاق جاء نتيجة لعدم التزام المواطنين والاستمرار بالتجمعات في الأفراح وبيوت العزاء، وخاصة في المناطق المصنفة (ج)". وأكّد أنّ الإجراءات في الفترة المقبلة ستكون مشدّدة، وسيتمّ إصدار مخالفات لمن لا يلتزم من الأفراد والشركات، بينما يستثني الإغلاق الشركات الحيوية التي تقدم خدماتها للمواطنين وبعض الوزارات وشركات الكهرباء وطواقم الصحة، بالإضافة للسماح بتنقل المسافرين الذين لديهم مواعيد مسبقة مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية.
وأشار نمر إلى أنه تمّ إغلاق الشوارع الفرعية في المحافظات المغلقة واعتماد الطرق الرئيسية فيها، للسيطرة عليها من قبل الأجهزة الأمنية التي تعمل على مدار الساعة.
وطالب نمر الجميع بتحمل مسؤولياتهم لعدم نقل العدوى والتسبّب بالوفيات، لأنّ الالتزام بالإجراءات الوقائية هو قارب النجاة حتى وصول اللقاحات والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأعلن محافظ القدس عدنان غيث، في بيان صحافي الليلة الماضية، فرض إغلاق شامل لمدة أسبوع، ابتداءً من صباح اليوم الأحد، يشمل العديد من قرى المدينة، بسبب التفشي الواسع لفيروس كورونا، وسيطاول الإغلاق كافة مناحي الحياة والمؤسسات الحكومية والخاصة والبنوك، ويسمح بعمل الصيدليات والمخابز، وتعمل محلات السوبر ماركت والخضار والفواكه والملاحم يومي الأحد والخميس حتى الساعة الـ5 مساءً، فيما أشار إلى أنه يجرى العمل على وضع ترتيبات لإغلاق منطقة شمال القدس.
في هذه الأثناء، أكّدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في التقرير الوبائي حول فيروس كورونا في فلسطين خلال الـ24 ساعة الأخيرة، اليوم الأحد، تسجيل 12 حالة وفاة في الضفة الغربية، وحالة وفاة في قطاع غزة، بينما سجّلت في الضفة الغربية 2095 إصابة وفي قطاع غزة 169، بينما بلغ عدد حالات التعافي الجديدة في الضفة الغربية 1319، وفي قطاع غزة 127.