أصدر وزير الصحة والسكان المصري خالد عبد الغفار، اليوم الخميس، توجيهات بشأن العمل على تقليل الزيادة في معدلات الولادات القيصرية "غير المبررة"، في مقابل تشجيع الإقبال على الولادات الطبيعية، "بهدف الحفاظ على صحة الأم والجنين، والارتقاء بالصحة العامة للمواطنين"، لا سيما مع احتلال مصر المرتبة الثانية عالمياً في نسبة إجراء الولادات القيصرية.
توجيهات عبد الغفار جاءت بعد أيام قليلة من إعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، عن ارتفاع معدلات الولادة القيصرية في البلاد إلى نسبة 72% عام 2022، مقارنة مع نسبة 52% عام 2014، وفقاً لنتائج المسح الصحي للأسرة المصرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، في بيان للوزارة، إنّ "التوجيهات الوزارية الخاصة بالحد من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، تهدف إلى تقليل النتائج السلبية الشديدة لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لمخاطر عدة، منها الإصابة بـ"المشيمة المتوغلة"، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلى جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال من زيادة في الجراثيم المعوية، والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة".
وأضاف أنّ "الإجراءات التي وجه الوزير باتخاذها تشمل مساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية، إضافة إلى إعداد مقترح تشريعي يضمن حقوق الطواقم الطبية، في ما يخص حدوث الآثار الجانبية البسيطة للولادات الطبيعية".
وتضمنت التوجيهات، تنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية أثناء الخدمة، وتكليف القائمين على المنشآت الطبية الحكومية والخاصة بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية، وأسبابها، بقصد تحقيق الحوكمة في البيانات، وتحليل أسباب ارتفاع الولادات القيصرية، وإلزام المستشفيات الحكومية والخاصة كافة بالدلائل الإرشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية.
وتابع عبد الغفار، أنّ التوجيهات شملت أيضاً إجراء الاستبيانات والدراسات في المناطق السكنية، من أجل معرفة البيانات التي تساعد في تحسين طرق تشجيع المرأة الحامل على تبني فكرة الولادة الطبيعية، إلى جانب عقد مناقشات مجتمعية عن أضرار الولادات القيصرية، وزيادة جلسات التثقيف النفسي للنساء اللاتي يعانين الخوف من الألم.
كما وجّه وزير الصحة بـ"تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الولادة الطبيعية، وفوائدها للأم والطفل، مقابل أضرار الولادة القيصرية من دون مبرر طبي، وتدشين حملة إعلامية مكثفة لتوعية النساء وأزواجهن بأضرار وخطورة الولادة القيصرية، مع استعراض فوائد ومزايا الولادة الطبيعية".