تواصل اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في القدس والضفة الغربية

19 أكتوبر 2020
مستوطنون يهدمون منشآت فلسطينية في الأغوار (عارف دراغمة)
+ الخط -

تتواصل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، على الفلسطينيين وممتلكاتهم في عدة مناطق من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس والأغوار، إذ هدمت جرافات الاحتلال خيمة سكنية بالأغوار، ونفذ مستوطنون اعتداءات على الأراضي، كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً، من بينهم فتاتان.
وفي إطار حربها المعلنة على الوجود الفلسطيني في مناطق الأغوار، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، خيمة سكنيّة في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وأوضح الناشط في رصد انتهاكات الاحتلال في الأغوار، عمر مساعيد، لـ"العربي الجديد"، أن عائلة بأكملها باتت في العراء بعد هدم الخيمة التي كانت تؤويهم، والاحتلال يدعي أنها مقامة في أرض تابعة لمحمية طبيعية، بينما الخيمة موجودة في منطقة ليست مصنفة محمية طبيعية، وإمعانا في التضييق على المواطنين، فقد استولى الاحتلال على مركبة صاحب الخيمة، ومولد كهربائي كان يستخدمه للإضاءة ليلا.
وقبل ساعات، قامت مجموعة من المستوطنين بوضع سياج حديدي على مساحات واسعة من الأراضي الواقعة شرقي "خلة مكحول" في الأغوار الشمالية، وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، لـ"العربي الجديد"، إن هذه ليست المرة الأولى التي يستولي فيها مستوطنون على أراض فلسطينية عبر تسييجها بأسلاك شائكة، ما يعني أنها باتت ملكا لهم. "هذا الأسلوب بات متبعاً في معظم مناطق الأغوار التي تشكل ما نسبته ثلاثون في المائة من مساحة الضفة الغربية".
ولفت دراغمة إلى أن التسييج الجديد امتداد لسياج وضعه المستوطنون قبل شهرين، يمتد من مستوطنة "مسكيوت" المقامة على أراضي الأغوار، وحتى معسكر لجيش الاحتلال قريب من الخربة المستهدفة، ما يعني سرقة علنية لأكثر من ثلاثين ألف دونم.

ولم تقتصر اعتداءات المستوطنين على سرقة الأراضي، بل عمد مستوطنو من مستوطنة "ألون موريه"، المقامة على أراضي الفلسطينيين في قرى شرق نابلس، إلى إغراق مساحات شاسعة من الأراضي التابعة لقرية "دير الحطب" بالمياه العادمة، من المستوطنة والمنطقة الصناعية التابعة لها.

إغراق أراضي الزيتون الفلسطينية بالمياه الملوثة (فيسبوك)

وقال رئيس مجلس قروي "دير الحطب"، عبد الكريم حسين، لـ"العربي الجديد"، إن "مزارعين توجهوا لقطف الزيتون، ففوجئوا بكميات كبيرة من المياه العادمة تُغرق أراضيهم الزراعية، ما حوّل عشرات الدونمات إلى مستنقع ذي رائحة نتنة، وجلب المستوطنون قطعان الخنازير إليها. الخسارة الأكبر تتمثل في موت أشجار الزيتون في تلك المناطق، خاصة أنه لا توجد طريقة لتجفيف أو سحب تلك المياه الملوثة، ما يعني أن الأرض ستتشبع بها، وتصل إلى جذور الشجر لتقضي عليه".
وكانت سلطات الاحتلال قد سمحت لأهالي قرية دير الحطب بقطف الزيتون في المناطق المحاذية للمستوطنة اليوم وغدا فقط.

 

في سياق آخر، اعتدت قوات الاحتلال، ظهر الإثنين، على فتاتين فلسطينيتين في وسط شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، قبل أن تقوم باعتقالهما واقتيادهما إلى أحد مراكزها في شارع الرشيد بالمدينة، وتخلل الاعتداء على الفتاتين مشادات وعراك بين المواطنين وجنود الاحتلال الذين استدعوا قوة إضافية من الجنود أغلقت الشارع، ولا تزال تحتجز الفتاتين.
وأفاد شاهد العيان محمد الشاويش لـ"العربي الجديد"، بأن الاعتقال تم على خلفية الادعاء بعدم ارتداء الفتاتين للكمامة، ووقعت مشادة بينهما وبين عناصر شرطة الاحتلال الذين اعتدوا عليهما، ما تسبب بحالة غضب في أوساط المواطنين.


واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، تسعة مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية، من بينهم 3 من مخيم العروب شمال الخليل، واثنين من قلقيلية، والأسير المحرر عبد الهادي حماد من بيت لحم، والأسير المحرر محمد مطير من مخيم قلنديا شمال القدس، وشابين من بلدة العيزرية في جنوب شرقي القدس، وفق ما أوضح بيان لنادي الأسير الفلسطيني.

على صعيد آخر، اقتحم 74 مستوطنا باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم، في حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، بأن المستوطنين نفذوا جولات في باحات المسجد، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية.

واقتحمت طواقم مشتركة من بلدية وشرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس، ظهر اليوم، بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وسلمت مواطنين فلسطينيين إخطارات هدم لمنازل تؤوي العشرات، وقال فخرى أبو ذياب، عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، لـ"العربي الجديد"، إن "طواقم الاحتلال سلمت إخطارات هدم لـ13 منزلاً؛ منها 10 منازل في حي البستان، و3 في منطقة كرم الشيخ، بحجة البناء من دون ترخيص، رغم أن تلك المنازل تقع في مناطق منظمة قانونياً، ومستوفية لشروط البناء، وبعضها مشيّد منذ أكثر من عشر سنوات، فيما استثنت إخطارات الهدم  بيوتاً غير مرخصة لمستوطنين لا تبعد سوى بضعة أمتار".
في سياق منفصل، نصب مستوطنون، الإثنين، خيمة ووضعوا سياجاً حولها على قمة جبل النجمة الواقع في قرية جالود جنوب شرق نابلس، وسط مخاوف من أن يكون ذلك مقدمة لإنشاء بؤرة استيطانية، وفق ما أفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس.

المساهمون