بات تنظيم "الانجراف الرقمي" أمراً ملحاً لأي شخص اليوم، خصوصاً أن الاتصال المستمر "غير المنتج" غالباً لهذا الشخص والمرتبط تحديداً بمحاولته هدر الوقت أو الاستراحة، أصبح يعرقل الأداء التنظيمي لصحته.
ينقل تقرير لموقع "سايكولوجي توداي" عن خبراء قولهم إن "تعلم الشخص كيفية تنظيم وقته في العالم الرقمي يشكل وسيلة لاستمتاعه بالوقت في العالم الحقيقي، ما يعني أنه يجب أن يعطي الإذن لنفسه بالتوقف خلال انتقاله من استخدام الإنترنت بقصد محدد لمدة ثلاث ساعات، ويتفادى الاستمرار في تصفح عروض رحلات السفر، أو النظر في صور عائلية أو شخص عرفه بالكاد قبل سنوات".
ويشبّه هؤلاء واقع تخبط الناس في مشكلة كثرة الساعات على الكومبيوتر في حياتهم "بأبطال أفلام رعب يجب أن يتحرروا"، علماً أن اختبارات أجرتها أخيراً شركات كبيرة، مثل "أتوس" في فرنسا و"فولكسفاغن" في ألمانيا، أظهرت تعلّق الموظفين بسرعة الاتصال الاحترافي، من خلال فتحهم نسبة 70 في المائة من رسائل البريد الإلكتروني المكتبية خلال ست ثوانٍ فقط.
واللافت أن شركات مثل "كانون" و"إنتل" و"ديلويت توش" و"يو إس سيلولير" اعتمدت أياماً لعدم إرسال بريد إلكتروني، رغم أن موظفين كُثراً يعتبرون "البريد الإلكتروني ذراعهم اليمنى". ونتج عن ذلك بدء موظفين في الخروج من مكاتبهم للتحدث مع آخرين وجهاً لوجه في أقسام مختلفة، وتوقف بعضهم عند المكاتب لإلقاء التحية، ومناقشة خطط مهنية وحتى عائلية.
ويوصي بعض الخبراء باعتماد الشخص استراتيجية استباقية في شأن الحد من الوقت على الإنترنت، حتى يستطيع قضاء وقت في أمور أكثر أهمية بالنسبة إليه.
وبين الاستراتيجيات الناجحة للحدّ من الاستخدام الرقمي فرض "فترات تعتيم" على الأطفال لا تسمح بوصولهم إلى أي تقنية رقمية، وترك الهواتف عن قصد في الغرف لدى تناول وجبات الفطور والعشاء، وحظرها في غرف النوم، علماً أن دراسات لاحظت أن بدء اليوم وإنهاءه بوجود جهاز في مكان الاسترخاء يزيدان معدل ضربات القلب "لذا من الأفضل عدم تفكير الشخص خلال الفترتين في ما يريده الآخرون منه، بل ما يريده من نفسه وحياته". والهدف من ترك الهاتف الخليوي بعيداً هو عدم رؤية التنبيهات أو الإخطارات أو سماعها.
وبين الاستراتيجيات المفيدة أيضاً إنشاء وتخطيط أحداث مميزة خالية من الهاتف مع العائلة والأصدقاء، ما يعني "الهروب" من الإنترنت.