تسبب تلوث نهر جغجغ بمخاوف على صحة سكان مدينة القامشلي أقصى شمال شرقي سورية، حيث تصب فيه مياه الصرف الصحي والمجارير، فضلاً عن تحوله إلى مكب للنفايات، كما ضاعف من تلوثه أن المياه لا تجري فيه بشكل مستمر كونه مغلقاً من الجانب التركي، وتصب فيه مياه المجارير من مدينة نصيبين التركية.
كغيره من السكان يشكو المواطن فيصل إسماعيل من تلوث النهر، قائلاً "رائحته الكريهة تزعج القامشلي كلها، الحشرات والقوارض والأفاعي كلها تنتشر في النهر وفي محيطه، ويعاني السكان الأشد قرباً من النهر أكثر من غيرهم، ولا يمكن لهم مغادرة مساكنهم بسبب الفقر"، مؤكداً ضرورة "تنظيف النهر للخلاص من الرائحة والأوساخ".
تلوث النهر دفع بالأهالي إلى مطالبة الجهات المسؤولة في المدينة بإيجاد حل لهذه الأزمة، إلا أنهم لم يتلقوا ردّاً ولم تحرك الإدارة الذاتية أو حتى حكومة النظام السوري، التي تسيطر على جزء من المدينة، ساكناً.
طلال الإبراهيم من سكان المدينة، وهو من الكوادر الصحية في مشفى القامشلي، يقول لـ"العربي الجديد": "زارتنا حالات كثيرة خلال عملي في مشفى القامشلي من أمراض الربو واللشمانيا وأمراض الجهاز التنفسي، كلهم يسكنون بجوار النهر، ويشتكون من الأمراض".
يشير الإبراهيم إلى أن حلّ مشكلة النهر يتطلب من المسؤولين في المدينة والحكومة التركية ضخ المياه وليس فقط المجارير، قائلاً "المشكلة تزداد في فصل الصيف كون النهر تصدر عنه روائح نتنة"، مضيفاً أن النهر يمتد داخل المدينة مسافة 3 كيلومترات، ولا بد من تدخل المنظمات الإنسانية حتى لا يتسبب النهر في انتشار المزيد من الأمراض.
ووفق المواطن رمضان محمد فإن النهر أهمله النظام السوري وتركيا منذ عام 2020 قائلاً: "أغلقت تركيا النهر من طرفها وتحول إلى مكب نفايات، وفي فصل الصيف لا تسمح تركيا بجريان المياه بشكل مستمر فيه، ويتم فتح النهر نهار الخميس حتى صباح الجمعة بهدف تنظيفه فقط".
وينبع نهر جغجغ أو جقجق من أراضي الجنوب التركي، ويعبر مدينتَي القامشلي والقحطانية قبل أن يلتقي بنهر الخابور الذي يصبّ بدوره في نهر الفرات. ويبلغ طوله من المنبع حتى التقائه بنهر الخابور 124 كيلومتراً، نحو 100 كيلومتر منها في داخل الأراضي السورية.