تقديمات ضعيفة لنازحي مخيم عين الحلوة

10 سبتمبر 2023
خيام الصليب الأحمر في جوار ملعب صيدا البلدي قبل تفكيكها (العربي الجديد)
+ الخط -

اشتدت حدّة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة على محاور عدة وبوتيرة مرتفعة في منطقة جبل الحليب وأحياء حطين والرأس الأحمر والطيرة والبستان والتعمير والبركسات والطوارئ، في حين سمح التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت سابق بنزوح عدد كبير من سكان المخيم إلى مدينة صيدا.
وبحسب المديرة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دورثي كلاودي، بلغ عدد النازحين 400، باستثناء أولئك الذين انتقلوا للمكوث لدى أقاربهم أو معارفهم، ورجحت أن يرتفع العدد في حال استمرت الاشتباكات. 
وفتحت "أونروا" أبواب مدرسة نابلس لاستقبال النازحين وتقديم مساعدات لهم، وأبدت استعدادها لفتح مدارس أخرى إذا تطلب الأمر ذلك، كما نصب الصليب الأحمر اللبناني 35 خيمة لاستقبال عائلات نازحة في جوار ملعب صيدا البلدي، ثم فككها في وقت لاحق.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وعن عملية إيواء النازحين وتقديم خدمات لهم، تقول جمال كليب، التي تعمل في مؤسسة للمجتمع المدني: "الناس في الشوارع، وليسي لديهم أماكن للاحتماء بها. وهم يحتاجون إلى أماكن إيواء وأغطية وفرشات، وحليب وحفاضات للأطفال، والنساء إلى لوازم صحية. في الجولة الأولى من الاشتباكات، كانت التقديمات أفضل، أما هذه المرة فتأخرت في حين زادت الاحتياجات، لذا اجتمع ممثلو المؤسسات الأهلية وأونروا في مقر بلدية صيدا، وتداولوا في شؤون النازحين، وقرروا تقديم إيواء وخدمات لهم، وجرى فتح مدرسة نابلس في حي الست نفيسة بمدينة صيدا".
تضيف: "هناك تقصير كبير من قبل مؤسسات الإغاثة تجاه النازحين. وقد نزحت عائلات فلسطينية كثيرة إلى منطقة سيروب التي تطل على مخيم عين الحلوة، من دون أن تقدم أي مؤسسة مساعدات لهم. وبالطبع يحتاج أفرادها إلى فرشات وحرامات وحليب الأطفال وملابس وغيرها".

كانت التقديمات أفضل في الجولة الأولى للاشتباكات (العربي الجديد)
كانت التقديمات أفضل في الجولة الأولى للاشتباكات (العربي الجديد)

ويقول اللاجئ الفلسطيني محمد شريدي المتحدر من بلدة الصفصاف بفلسطين ويقيم في حي الصفصاف بمخيم عين الحلوة: "الوضع أصعب بعد جولة الاشتباكات الجديدة، وأظن أن المقاتلين يستعدون لجولات أخرى لتحقيق مشروع تهجير أهالي المخيم، كما حصل سابقاً في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، ومخيم اليرموك في سورية، من أجل إسقاط حق العودة". يتابع: "يزداد عدد النازحين من المخيم، ولا أماكن لإيوائهم، وأنا شخصياً توجهت مع عائلتي إلى بيت أختي حيث استطعت إيجاد مكان للنوم بشكل مؤقت، لكن مئات من النازحين الذين لا أقارب أو معارف لهم خارج المخيم موجودون في الشارع بلا مأكل ولا لباس ولا أغطية، لذا أطالب كل الفصائل بأن تعمل كل ما في وسعها لوقف النزوح الكبير وهدم البيوت في المخيم".

عائلات بلا فراش وبلا أكل (العربي الجديد)
عائلات بلا فراش وبلا أكل (العربي الجديد)

ويقول عضو مجلس بلدية صيدا، عضو لجنة إدارة الكوارث المهندس محمد البابا، لـ"العربي الجديد": "يزداد عدد النازحين من المخيم مع اشتداد المعارك. واليوم تصاعدت حدتها وتوسعت رقعتها إلى مناطق في صيدا، وما يحصل في المخيم لا يفيد إلا العدو الصهيوني". يتابع: "فضلاً عن الأضرار التي يتعرض لها المخيم جراء سقوط قذائف، يحصل نزوج يتطلب بحث آليات لتقديم مساعدات. وقد اجتمع ممثلون لمؤسسات والصليب الأحمر اللبناني مع منظمات دولية، ووضعوا خطة لطريقة توزيع الأسماء على مراكز إيواء، علماً أن عدد النازحين تجاوز 2000، وجرى فتح مركز إيواء في مدرسة نابلس. وأنا أتمنى أن يعود الناس إلى بيوتهم، وليس فتح مراكز إيواء". ويشير إلى ضرورة "تأمين ما يحتاجه الأطفال من حفاضات وحليب ولوازم أخرى ومسكن وملابس، علماً أن كل الأشخاص الذين خرجوا من بيوتهم فعلوا ذلك بملابسهم فقط".

وتقول فاطمة، وهي نازحة أنجبت طفلها قبل 17 يوماً وتقيم عند مدخل المخيم، لـ"العربي الجديد: "ما يحصل صعب جداً. خرجت من منزلي في نصف الليل، وابني المولود الجديد على يدي، ويحتاج مثلي إلى رعاية، وكنا بتنا ليلة في مدخل المبنى الذي نسكنه لأننا لم نجد مأوى، ثم جئنا إلى ملعب صيدا البلدي بأمل المكوث في خيمة مع زوجي وابني الطفل الرضيع، لكن مسؤولي مركز الإيواء لم يسمحوا لنا بذلك ثم ألغوا المخطط، كما يجب أن نسجل أسماءنا في مبنى البلدية أو في مكتب أونروا كي نُنقل إلى مكان مناسب". تتابع: "تلاحقنا المصائب منذ شهرين. نريد تأمين منزل أو غرفة أو خيمة لنا كي نبيت فيها. خرجنا من منزلنا من دون أن نأخذ أياً من أغراضنا حتى ملابسنا، وابني الرضيع يحتاج إلى ملابس وحفاضات وحليب".

المساهمون