تفاقم محنة نازحي الشمال السوري بعد شهرين على توقف المساعدات الإنسانية

14 سبتمبر 2023
قافلة مساعدات إنسانية تصل إلى سورية بعد عبور معبر باب الهوى (فرانس برس)
+ الخط -

انتهت منذ نحو شهرين صلاحية تفويض مجلس الأمن لإدخال المساعدات الإنسانية الأممية، عبر الحدود من منفذ باب الهوى الذي يربط جنوبيّ تركيا وشمال غربيّ سورية، ليعيش المستفيدون من هذه المساعدات حالة خوف من انقطاعها كلّياً. 

وأكد مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، ضرورة الحفاظ على استمرارية دخول المساعدات إلى المنطقة، مشيراً إلى أن التفويض الذي انتهى في 11 يوليو/تموز الماضي، لحقه قرار من النظام السوري من "منطلق سيادي" بالموافقة على دخول المساعدات، والنظام فوّض إلى روسيا بهذا الخصوص في مجلس الأمن. 

وشدد حلاج على أنه إن لم تكن هناك موافقة من قبل النظام السوري أو تفويض من مجلس الأمن، فقد تتعرض قوافل المساعدات الأممية التي يمكن أن تدخل المنطقة للقصف، كما حدث منذ عدة سنوات في أورم بريف حلب. 

وبشأن تخفيض المساعدات، اعتبر المتحدث أنّ من الطبيعي بعد 13 عاماً من الثورة والنزوح، أن ينخفض التمويل، وكذلك حجم المساعدات، مشيراً إلى إمكانية دخول قافلة إنسانية الاثنين المقبل. 

ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد الضغوط المعيشية على سكان المخيمات في مناطق شمال غربي سورية، وهم الفئة الأكثر تضرراً من ضعف المساعدات الإنسانية أو توقفها، خصوصاً مع تجاوز أعداد النازحين في المخيمات مليونَي نسمة. 

وقال الناشط الإعلامي محمد معراوي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك غالبية عظمى من العوائل في المخيمات ضمن المنطقة تعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات الإنسانية لتوفير الطعام، ومع تخفيضها لا يمكن أن تكفي عائلة مكونة من 5 أشخاص أكثر من عدة أيام.

وتابع: "من المشكلات التي يواجهها الأهالي أيضاً، توقف مشاريع دعم الخبز. هناك أزمة حقيقية ستواجه النازحين في المنطقة بحال استمرار توقف دخول المساعدات، وسيسجل عجز عن تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، مشيراً إلى أن قيمة السلة الغذائية أو القسيمة الشرائية الممنوحة للنازحين تبلغ 40 دولاراً، توزع في الوقت الحالي على مدار شهرين للمستفيدين، وبالتالي تكون الحصة الشهرية للعائلة بقيمة 20 دولاراً، وهذا ضمن منطقة فرص العمل فيها قليلة للغاية والمردود منها ضعيف". 

وتقيم جمانة الأحمد مع عائلتها في مخيم ضمن تجمع مخيمات كفرلوسين شماليّ إدلب، وتعاني عائلتها كغيرها من العوائل النازحة من أزمة معيشية، وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن المشكلة تكمن في ضعف المردود من العمل، وقالت: "السلة الغذائية تسند العائلة، ليس لدينا أي شيء آخر، عمل زوجي غير دائم والمدخول بالكاد يكفي لشراء الخبز والطعام، وعندما لا يعمل لا يكون هناك مردود أبداً". مضيفة: "نحن نحتاج المساعدات، ولا يهمنا الطريق التي ستدخل بها. نريد الخلاص من هذه المعيشة القاسية".

وبحسب إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، يبلغ عدد المخيمات في المنطقة 1873 مخيماً، تضم نحو مليونَي شخص.

المساهمون