تفاقم الأزمة الصحية في إثيوبيا يثير قلق منظمة الصحة العالمية

11 يناير 2024
في إحدى العيادات الخاصة بسوء التغذية في إثيوبيا (إدواردو سوتيراس/ فرانس برس)
+ الخط -

تتفاقم الأزمة الصحية في إثيوبيا أكثر فأكثر، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى التعبير عن قلقها البالغ، ولا سيّما مع تسبّب الجفاف والنزاعات ونزوح السكان في انتشار الجوع والأوبئة.

وقد تناولت المنظمة هذا الموضوع خلال مؤتمرها الصحافي الأول لعام 2024 الذي عقدته في مدينة جنيف السويسرية، أمس الأربعاء، إلى جانب مواضيع أخرى كبرى على الساحة العالمية، من قبيل الوضع الإنساني في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين فيه، وكذلك أزمة كورونا الوبائية التي ما زالت تمثّل تهديداً على الرغم من انحسارها بعض الشيء، وغيرهما.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في المؤتمر الصحافي نفسه، أنّ المنظمة "تشعر بقلق بالغ إزاء تفاقم الأزمة الصحية في بعض مناطق البلاد". وأوضح غيبريسوس أنّ "النزاعات والجفاف ونزوح السكان تسبّبت في الجوع والأوبئة، حتى أنّ معلومات صحافية أفادت بأنّ الأوضاع تقترب من المجاعة في منطقتَي تيغراي وأمهرة" الإثيوبيتَين.

وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حذّرت سلطات إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا من مجاعة محدقة مرتبطة بالجفاف والتداعيات المستمرّة للنزاع المدمّر الذي امتدّ لعامَين. لكنّ الحكومة الإثيوبية رفضت هذه "المزاعم".

وانتهت الحرب في تيغراي بعدما وقّعت حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي اتفاق سلام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، لكنّ أعمال العنف ما زالت متواصلة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ ظاهرة "إل نينيو" المناخية أثّرت أيضاً على أكثر من 17 مليون شخص في إثيوبيا، وأنّ تداعياتها على المناطق الشمالية تثير القلق خصوصاً.

أكثر من 30 ألف حالة كوليرا في إثيوبيا

وبيّن غيبريسوس، الذي كان وزيراً للصحة والخارجية في إثيوبيا في وقت سابق، تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة بالكوليرا ما بين أغسطس/ آب 2022 وديسمبر 2023 في كلّ أنحاء البلاد.

أضاف المسؤول الأممي أنّ "وباءَي الملاريا والحصبة والأمراض الطفيلية وحمّى الضنك آخذة في الارتفاع أيضاً"، داعياً إلى وصول أفضل إلى المناطق المتضرّرة من أجل تقييم الاحتياجات.

وفي أمهرة، ثاني كبرى مناطق إثيوبيا لجهة عدد السكان، التي شهدت في الأشهر الأخيرة معارك عنيفة ما بين الجيش الإثيوبي ومجموعة إثنية مسلحة، فإنّ الاتصال بشبكة الإنترنت ما زال مقطوعاً في حين تمنع القيود المفروضة على التنقّل التواصل وتوفير المساعدات الإنسانية.

وشدّد غيبريسوس على أنّ "القتال يمنع الوصول إلى المراكز الصحية، إمّا بسبب تضرّرها وإمّا بسبب تدميرها وإمّا بسبب العوائق على الطرقات" المؤدية إليها.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت مراراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي، متّهمةً قادة الدول المتطوّرة بإهمال الأزمة في هذه المنطقة من إثيوبيا التي تشهد نزاعاً دامياً. وفي هذا الإطار، دان المدير غيبريسوس مرّات عدّة "الوحشية التي لا يمكن تصوّرها" في حقّ ستة ملايين شخص يعيشون في الإقليم، مبيّناً أنّ المنطقة تعاني من نقص في المواد الغذائية ومن صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والاتصالات والمصارف.

يُذكر أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كان قد وصف ما يجري في ذلك الإقليم الإثيوبي بأنّه "أسوأ كارثة في العالم في الوقت الذي أتحدّث فيه إليكم (...) إنّها الحقيقة الكاملة". أتى ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في أغسطس 2022، في حين لفت إلى أنّ الجفاف الذي يطاول منطقة القرن الأفريقي يفاقم الأزمة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون