تغير المناخ يهدد عمال العالم بمخاطر متزايدة

22 ابريل 2024
عامل وسط موجة حر ضربت أخيراً في المكسيك، 19 إبريل 2024 (خيراردو فييرا/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تغير المناخ يشكل تهديداً مباشراً لصحة وحياة العمال عالمياً، مع تعرض أكثر من 70% منهم لمخاطر صحية خطيرة مثل موجات الحر والجفاف، مما يؤدي إلى وفيات سنوية بالمئات.
- منظمة العمل الدولية تؤكد على ضرورة تحديث التشريعات وتطوير لوائح جديدة لمواجهة المخاطر المتزايدة مثل تلوث الهواء والحرارة المفرطة، لحماية العمال من وفيات مرتبطة بالعمل.
- اجتماع مقرر في 2025 يهدف لتعزيز الجهود العالمية لحماية العمال من تداعيات تغير المناخ، بمشاركة ممثلي الحكومات وأصحاب العمل والعمال، مع التركيز على الفئات الأكثر فقراً والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي.

يمضي تغير المناخ في الإضرار بكوكب الأرض وبالكائنات التي تشغله باختلافها. وقد أفادت منظمة العمل الدولية، في سياق متصل، بأنّ أكثر من 70 في المائة من القوى العاملة حول العالم عُرضة لمخاطر يسبّبها تغير المناخ الذي يتحمّل مسؤولية وفاة مئات الآلاف سنوياً. وحثّت المنظمة الحكومات على التحرّك مع ارتفاع عدد المتأثرين بمخاطر تغير المناخ من العمال وسواهم.

ويُعَدّ العمال، لا سيّما الفئات الأكثر فقراً حول العالم، مهدّدين بمخاطر تغير المناخ أكثر من سواهم، من خلال الظواهر المناخية المتطرّفة، من قبيل موجات الحرّ والجفاف وحرائق الغابات والأعاصير، إذ إنّهم من أوّل المتعرّضين لها أو يتعرّضون لها لفترات أطول وبكثافة أعلى. وقد ذكرت منظمة العمل الدولية، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، أنّ الحكومات وأصحاب العمل يكافحون لحماية العاملين مع تسارع تغير المناخ الذي يصيب كوكبنا.

وأوضحت منظمة العمل الدولية، في تقريرها الذي يحمل عنوان "ضمان السلامة والصحة في العمل في مناخ متغير"، أنّ "عدداً هائلاً من العمال يتعرّضون بالفعل لمخاطر متعلقة بتغير المناخ في مكان العمل، ومن المرجّح أن تزداد هذه الأرقام سوءاً". أضافت المنظمة: "مع تفاقم (المخاطر) وتعمّقها، سوف تكون ضرورية إعادة تقييم التشريعات القائمة أو تطوير لوائح وتوجيهات جديدة".

في هذا السياق، أفادت المتخصصة في السلامة والصحة المهنيتَين لدى منظمة العمل الدولية منال قزي بأنّ التقرير الأخير يسلط الضوء على الوضع المثير للقلق الذي تواجهه البشرية في الوقت الراهن، لافتةً إلى أنّ 2.41 مليار عامل يتعرّضون لحرارة مفرطة في مواقع عملهم. لكنّ قزي تبيّن أنّ هذا ليس كلّ شيء، إذ إنّ هؤلاء يتعرّضون أيضاً للأشعّة فوق البنفسجية وللتلوّث والأمراض والمبيدات الحشرية وغيرها. وكلّ ذلك يؤثّر سلباً وبشدّة على حياة العمال في كلّ أنحاء العالم. 

وبيّنت المنظمة، في التقرير نفسه، أنّ تلوّث الهواء هو الخطر الأكثر فتكاً، إذ إنّه يتسبّب في نحو 860 ألف وفاة مرتبطة بالعمل سنوياً بين العاملين في أماكن مفتوحة، وأن الحرارة المفرطة تسبّب 18 ألفاً و970 وفاة مرتبطة بالعمل سنوياً، في حين تتسبّب الأشعة فوق البنفسجية في وفاة 18 ألفاً و960 وفاة نتيجة الإصابة بسرطان الجلد.

وفي تقريرها الأخير، شرحت منظمة العمل الدولية أنّ "التداعيات الكبرى سوف يشعر بها العمال الفقراء والعاملون في الاقتصاد غير الرسمي والعمال الموسميون والعاملون في المشروعات الصغيرة والمشروعات متناهية الصغر".

وتخطّط منظمة العمل الدولية لعقد اجتماع كبير في عام 2025 المقبل، يضمّ ممثلي الحكومات وأصحاب العمل والعمال بهدف تقديم التوجيهات المتعلقة بسياسات المخاطر الناجمة عن تغير المناخ في العالم.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون