يُبدع الشاب الفلسطيني محمود رباح (26 عاماً) في تنسيق صندوق فاخر تلبيةً لرغبة شاب مقبل على الزواج، لتقديم مهر عروسه فيه، بشكل لافتٍ وغير مسبوق، وهي طريقة باتت شائعة لتقديم المهور في قطاع غزة.
ويهتمّ الشبان المقبلون على الزواج في القطاع الساحلي بتقديم مهور مخطوباتهم بشكل مميز يليق بزيارتهم الأولى إلى بيت أهل العروس، حيث يتمّ تقديم المهر في صندوق إمّا من الخشب أو الكرتون، يتميّز بطريقة التغليف والتزيين، يقدّمه العريس هدية للتفاخر أمام الحضور.
ويجد الشاب رباح في أفكار تزيين المهور ووضعها في صناديق بأشكال وألوان مختلفة باباً للاسترزاق له ولعائلته، وهو الذي يُبدع بشكل يومي في تقديم أفكار جديدة للمهر لزبائنه في محله القائم وسط مدينة غزة.
يقول الشاب رباح لـ"العربي الجديد" إنّه في كل يوم يأتيه عرسان جدد يطلبون منه أفكاراً جديدة ومميزة، غير شائعة، لتغليف مهورهم. ويهتم رباح بتوثيق جميع اللحظات التي يقوم فيها بتغليف المهور، من بدايتها حتى نهايتها، لينشرها بعدها على صفحته وصفحة متجره على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من الزبائن.
وأصبح تغليف المهور مهنة إبداعية للكثير من الشبان من أصحاب الميول الفنية، حيث شهد قطاع غزة، مؤخراً، طفرة في افتتاح العديد من المتاجر والمحلاّت المتخصّصة في بيع الهدايا والورود، وتزيين المهور ومستلزمات الأفراح بشكلٍ عام.
وتلاقي هذه المحلات إقبالاً وطلباً من الشبان والفتيات المقبلين على الزواج، حتى في ظلّ جائحة كورونا، ولكن بنسبٍ أقل من قبل.
وتُعتبر الورود الصناعية والشوكولاته، بالإضافة إلى نسخة ملونة من القرآن الكريم، عناصر أساسية يحتويها صندوق المهر، ويضيف إليها بعض العرسان هدايا مختلفة. فيقوم بعضهم بتقديم هاتف محمول في الصندوق، ويتنافس الشبان المقبلون على الزواج في طريقة وطبيعة تقديم المهر.
ويعتبر العريس الشاب محمود ياسين أنّ تجهيز المهر بهذه الطريقة يحمل نوعاً من التفاخر والتباهي من طرفه وعائلته أمام أفراد عائلة زوجته، الذين يشهد غالبيتهم لحظات تسليم هذا المهر لوالد العروس في بيتهم.
وتتمّ مراسم تسليم المهر من العريس وذويه إلى أهل العروس في بيتهم، وسط حضور واسع من أهل العروس، يشمل أعمامها وأخوالها وجيرانها، وتُعطي اللمحة الأولى لطريقة تقديم المهر والصندوق الذي يغلفه الانطباع الأول عن الوضع المعيشي والاقتصادي للعريس.
ويعتقد ياسين، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ جائحة كورونا حرمته الكثير من الأشياء والفعاليات التي كان يجب أن يفعلها لطلب عروسه، وقد عوّض عن ذلك بتغليف المهر بشكل مميّز لما فيه سعادة العروس وأهلها.
وبلغت نسبة الزواج في قطاع غزة خلال العام 2019 أكثر من 15 ألف حالة زواج، وتعدّ هذه النسبة رقماً عادياً في القطاع، في ظلّ الكثافة السكانية العالية، فيما يرتقب أن يخرج عام 2020 بأرقام إحصائية قريبة من سابقتها.