تعيين بيير كرينبول مفوض وكالة أونروا السابق مديراً عاماً للصليب الأحمر

22 ديسمبر 2023
بيير كرينبول حذّر سابقاً من نزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

عيّنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، بيير كرينبول مديراً عاماً لها، وهو من المخضرمين في هذه المنظمة، علماً أنّه كان قد ترأس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ما بين عامَي 2014 و2019، قبل أن يقدّم استقالته بعد مواجهته اضطرابات في داخلها.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تتّخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرّاً لها، بأنّ كرينبول سوف يتولّى منصبه الجديد في الأوّل من إبريل/ نيسان 2024، بعد انتهاء ولاية المدير العام الحالي روبير مارديني البالغة أربع سنوات.

وبيير كرينبول، البالغ من العمر 57 عاماً، مواطن سويسري يتمتّع بخبرة تزيد عن 30 عاماً في مجال العمل الإنساني، وقد شغل في السابق مناصب مهمّة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مدى 25 عاماً، وهو يشغل حالياً منصب الأمين العام لجمعيتها العامة.

وأشارت اللجنة، في بيان، إلى أنّ كرينبول "معروف بخبرته التنظيمية العميقة وتفانيه الكبير في خدمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، وكذلك هو "معروف بأنّه قائد استراتيجي ومندفع".

بيير كرينبول: بريء بعد اتهامات

وبالإضافة إلى خبرته الطويلة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كان بيير كرينبول قد تولّى منصب المفوّض العام لوكالة أونروا في عام 2014. لكنّه استقال في عام 2019، على خلفية تحقيق داخلي في أعقاب اتهامات بسوء الإدارة وسوء المعاملة في داخل هذه الوكالة الأممية. لكن في النهاية، تمّت تبرئته.

وكانت وكالة أونروا، خلال فترة ولاية كرينبول، تواجه هجمات متواصلة من إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اتّهمها، مثلما تفعل إسرائيل، بالتحيّز في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وفي عام 2018، قرّرت واشنطن تعليق المساهمة الأميركية في ميزانية الوكالة ثمّ إلغاءها بالكامل، وبالتالي حرمانها من مصدر دخلها الرئيسي. لكنّ وصول جو بايدن إلى السلطة سمح باستئناف التمويل.

يُذكر أنّ كرينبول كان قد حذّر، في خلال أزمة قطع التمويل الأميركي عن وكالة أونروا، بأنّ "ثمّة حملة غير مسبوقة ضدّ الوكالة لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين".

كرينبول يتسلّم منظمة مأزومة

وبعد تعيينه في منصبه الجديد، سوف يتولّى بيير كرينبول إدارة العمليات اليومية للجنة الدولية للصليب الأحمر، في ظلّ ظروف بالغة الصعوبة. وفي ظلّ نقص في القدرات المالية، سوف يتوجّب على اللجنة تقليص عمليات معيّنة بصورة كبيرة، بالإضافة إلى إلغاء وظائف عديدة.

من جهة أخرى، تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضغوطاً كبيرة على خلفية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، خصوصاً بعد استجابتها في إطار الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تجدر الإشارة إلى أنّ الجانبَين الإسرائيلي والفلسطيني اتّهما اللجنة الدولية، التي تأسّست قبل 160 عاماً لتكون وسيطاً محايداً ما بين الأطراف المتحاربة ولزيارة أسرى الحرب وتقديم المساعدة لهم، بعدم إدانة الجانب الآخر وعدم القيام بما يكفي من أجل الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، شدّدت رئيسة الحالية للجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، مجدّداً هذا الأسبوع، على أهميّة الحفاظ على "حياد المنظمة" في هذه الحرب، كما هي الحال في كلّ النزاعات والأزمات. وأوضحت أنّ "التخلّي عن الحياد واعتماد ممارسة الإدانات العلنية سوف يجعلاننا عديمي الفائدة".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون