أطلق تونسيون على شبكات التواصل الاجتماعي حملة مساندة واسعة لشاب تونسي يبيع حلويات "التيراميسو" في شوارع العاصمة، بعد مضايقته من قبل الشرطة وحجز سلعه لعدم حيازته على ترخيص عمل.
وجاءت حملة التعاطف عقب انتشار فيديو لشاب عشريني ظهر وهو يبكي "قهرا" بعد حجز سلعه واقتياده من قبل الشرطة لمركز أمن للتحقيق معه، حيث قال الشاب إنه يريد كسب قوته بـ"الحلال" مطالبا بالسماح له بالعمل في شوارع العاصمة لبيع أكواب "التيراميسو" التي تصنعها والدته والتي وجدت رواجا جيدا.
وتداول التونسيون مقطع الفيديو للشاب "محمد أمين" معبرين عن تعاطفهم معه، ومطالبين بتحرير المبادرات الشبابية وتشجيع من يبتكرون أفكارا لمكافحة البطالة في وقت يقفز فيه آلاف التونسيين في مراكب الموت بحثا عن حلول لوضعهم الاجتماعي عبر الهجرة غير النظامية.
وطالب مساندو بائع "التيراميسو" إلى تشكيل لجنة مساندة معنوية ومادية للشاب المكافح من أجل لقمة العيش، ومساعدته على فتح محل والحصول على ترخيص عمل يحميه من الملاحقات الأمنية.
من جانبه، أكد محمد أمين ( 22 عاما)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه لم يكن يتخيّل أن يجد الفيديو الذي روى فيه قصته في لحظة غضب وإحباط كل ذلك التعاطف، وأن تتشكل سريعا مبادرات لمساعدته.
وأضاف أنه "انقطع عن الدراسة بسبب الظروف الصعبة لعائلته وفكّر في الهجرة غير النظامية، لكنه عدل عن ذلك واختار العمل في بلاده بصحبة صديق له في بيع أكواب "التيراميسو" التي تعدها والدته"، ثم أضاف: "أشتغل كبائع متجوّل في شوارع العاصمة منذ ما يزيد عن 6 أشهر، وأصبحت أحظى بثقة الحرفاء الذين وضعوا ثقتهم في منتوجاتي بسبب التزامي بشروط الجودة وحفظ الصحة".
في الأثناء يؤكد البائع المتجوّل أنه تعرض إلى مضايقات عديدة من قبل الشرطة التي لاحقته وحجزت سلعه، معبّرا عن أسفه من استهداف أصحاب المبادرات الخاصة بالشباب.
ويعوّل محمد أمين على حملة التضامن التي تشكلت من أجل مساعدته على تحقيق حلمه في تطوير مشروعه وإنشاء كشك خاص به لبيع أصناف من المرطبات، مؤكدا تقديم العديد من التونسيين في الداخل والخارج المساعدة المادية والمعنوية له لتحقيق حلمه، كما حصل على وعود من السلطة بمنحه سريعا ترخيص عمل وجاء ذلك بعد لقاء جمعه اليوم بمحافظ تونس.
ويفيد بأن "المحافظ وعده بالتعجيل في منحه ترخيص عمل إلى جانب تسجيله في دورة تدريب في صناعة المرطبات مع شريكه في العمل وأصدقاء له ينوي مشاركتهم في توسيع مشروعه عبر خدمات التوصيل".
ورغم مصادرة سلعه وخسارة جزء من رأس ماله لا ينوي محمد أمين التوقف عن عمله، مؤكدا أنه يعوّل على خدمة التوصيل لتلبية طلبات حرفائه الذين زاد عددهم بعد حملة المساندة الشعبية التي تشكلت على شبكات التواصل الاجتماعي، في انتظار الحصول على تراخيص لفتح محلّ خاص به في شكل عربة متحركة تحمل برادا لحفظ السلع.
وطالب مساندو البائع المتجوّل بتحرير مبادرات الشباب الذين يجدون طرقا جديدة لكسر حاجز البطالة والعمل، معتبرين أن التضييق عليهم يشعرهم بالإحباط ويجرهم إلى الهجرة والسرقة والجريمة وتجارة المخدرات.
ويسعى شباب تونسيون إلى كسر حواجز البطالة باللجوء إلى تطوير مشاريع للأكل الشعبي أو ما يعرف بأكل الشوارع والتميز في صناعتها والترويج لها عبر الوسائط الحديثة، غير أن طريقهم نحو النجاح ليس مفروشا بالورود، وذلك بسبب المضايقات التي يتعرضون لها ومصادرة الشرطة لسلعهم بحجة عدم توفر مقومات الصحة والعمل بشكل غير قانوني.