يتسبب التصعيد المتواصل للنظام السوري وروسيا على منطقة شمال غرب سورية، في إنهاك القطاع الطبي وإبقائه تحت ضغط مستمر وعمل دائم، كون التصعيد لم يتوقف حتى الوقت الحالي.
واليوم الثلاثاء، أسفر استهداف الطائرات الحربية الروسية لمخيم "القشوة" عن إصابة امرأتين وطفلة بجروح، ونزوح للمهجرين المقيمين في المخيم غربي إدلب.
وعلى مدار الأيام الماضية، تسبب التصعيد في خروج 6 منشآت صحية عن الخدمة، ومقتل 50 شخصا، إضافة لإصابة 225 آخرين، مع وجود 60 شخصا مصابين بإصابات شديدة، وفق ما أوضح الدكتور حسام قرة محمد، معاون مدير صحة إدلب، لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن القطاع الطبي ضمن المنطقة بأكملها في حالة استنفار كامل.
ووفق قرة محمد، فإن القطاع الصحي في المنطقة يعاني بالوقت الحالي من نقص في الكوادر البشرية المتخصصة، بكل من مجالات الجراحة العصبية والجراحة الوعائية، إضافة للنقص لديه في أدوية التخدير والأدوية الخاصة بالإنعاش القلبي والرئوي.
ولفت قرة إلى أن القوانين الدولية تؤكد على تجنب استهداف الكوادر الصحية والإنسانية، وأن المجتمع الدولي متعهّد بحماية الكوادر الصحية في مناطق النزاعات، قائلا: "النظام يتجرأ علينا في كل مرة ويقصف المنشآت الصحية ويقتل أكبر عدد ممكن من الأطباء والكوادر"، معلقا "المجتمع الدولي لا يستطيع حمايتنا كون النظام المجرم خارجا عن القانون الدولي".
ومن بين المنشآت الصحية التي طاولها قصف النظام السوري خلال الأيام الماضية، كل من المشفى الجامعي والمشفى الوطني في مدينة إدلب، وأسفر استهدافهما عن سقوط عدد من القتلى والمصابين، بالإضافة إلى أضرار في المشفيين، كما تضرر أيضا إثر القصف مبنى مديرية صحة إدلب.
بدوره، قال الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد" إن الضغط كبير على المراكز الصحية والنقاط الطبية والمشافي في المدن والبلدات والمخيمات، خاصة خلال الفترة الحالية، بسبب انتشار الأمراض الموسمية وفي مقدمتها الإنفلونزا، فضلا عن وجود مصابين جراء التصعيد.
وأضاف: "اليوم النظام وروسيا والمليشيات الموالية لإيران تعتبر أي نقطة ضمن منطقة شمال غرب سورية هدفا مستباحا لها، سواء كان مستشفى أو مدرسة أو مسجدا أو محطة ضخ للمياه، لا يوجد أبدا مراعاة لتجنب استهداف هذه الأماكن"، مشيرا إلى أن "استهداف المشافي والكوادر الصحية بحد ذاته جريمة مضاعفة كونه استهدافا مباشرا للمنقذين وتدميرا للبنى التحتية التي يمكن أن تساعد في إنقاذ الأرواح، وعلى مر السنوات الماضية كان القصف واضحة للعالم أجمع على المشافي والمنشآت الصحية ولم يكن هناك أي مسعى لتجنب استهدافها".
ووفق منظمة أطباء بلا حدود، فإن المرافق الصحية في شمال غرب سورية لم تسلم من قصف قوات النظام السوري، وتعرضت "ثلاثة مستشفيات في إدلب للقصف، وهي المستشفى الجامعي، والمستشفى الوطني، ومستشفى المحافظة، وأثر ذلك على قدرتها على العمل وأخرجها عن الخدمة بشكل جزئي. وتوقّف كذلك قرابة 19 مستشفى في إدلب وغرب حلب عن تقديم الخدمات غير الأساسية وأصبحت الآن مخصصة لرعاية الحالات الطارئة فقط، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية".